الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } * { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } * { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } * { ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } * { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }

القراءة: قرأ أهل الكوفة وهشام أن يكون بالياء والباقون بالتاء وقرأ عاصم وحده وخاتم النبيين بفتح التاء والباقون بكسرها. الحجة: قال أبو علي: التذكير والتأنيث حسان وهذه الآية تدل على أن ما في قوله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة نفي وليست بموصولة ومن كسر التاء من خاتم فإنه ختمهم فهو خاتمهم ومن فتح التاء فمعناه آخر النبيين لا نبي بعده. قال الحسن: خاتم الذي ختم به. قال المبرد: خاتم فعل ماض على فاعل وهو في معنى ختم النبيين ونصب النبيين على هذا الوجه بأنه مفعول به وفي حرف عبد الله ولكن نبياً وختم النبيين. اللغة: قال الزجاج: الخيرة التخيير. وقال علي بن عيسى: الخيرة إرادة اختيار الشيء على غيره والوطر الأرب والحاجة وقضاء الشهوة قال:
وَكَيْــفَ ثَوائــي فِي المَدِينَةِ بَعْدَما   قَضَى وَطَراً مِنْها جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرِ
قال الخليل: الوطر كل حاجة يكون لك فيها همة فإذا بلغها البالغ. قيل: قد قضى وطره وأربه. الإعراب: { سنة الله } منصوب على المصدر تقديره سنَّ الله له سنة. { الذين يبلّغون } يجوز أن يكون رفعاً على المدح تقديره هم الذين يبلغون رسالات الله ويجوز أن يكون نصباً على أعني الذين. ولكن رسولَ الله تقديره ولكن كان رسولَ الله وكان خاتمَ النبيين ولو قرىء رسولُ الله وخاتمُ النبيين بالرفع لجاز أي ولكن هو رسول الله وخاتم النبيين. النزول: نزلت في زينب بنت جحش الأسدية وكانت بنت أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه زيد بن حارثة ورأت أنه يخطبها على نفسه فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت وأنكرت وقالت: أنا ابنة عمتك فلم أكن لأفعل وكذلك قال أخوها عبد الله بن جحش: فنزل { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة } الآية يعني عبد الله بن جحش وأخته زينب فلما نزلت الآية قالت: رضيت يا رسول الله وجعلت أمرها بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك أخوها فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً فدخل بها وساق إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة دنانير وستين درهماً مهراً وخماراً وملحفة ودرعاً وإزاراً وخمسين مداً من طعام وثلاثين صاعاً من تمر عن ابن عباس ومجاهد وقتادة. وقالت زينب: خطبني عدة من قريش فبعثت أختي حمنة بنت جحش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره فأشار بزيد فغضبت أختي وقالت: تزوج بنت عمتك مولاك ثم أعلمتني فغضبت أشدّ من غضبها فنزلت الآية فأرسلت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت زوِّجني ممَّن شئت فزوَّجني من زيد.

السابقالتالي
2 3 4 5 6