الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } * { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } * { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

القراءة: قرأ أهل المدينة وعاصم وقرن بفتح القاف وقرأ الباقون وهبيرة عن حفص عن عاصم وقرن بكسر القاف وفي الشواذ قراءة الأعرج وأبان بن عثمان فيطمع الذي بكسر العين. الحجة: قال أبو علي: قوله { وقِرْنَ } لا يخلو إما أن يكون من القرار أو من الوقار فإن كان من الوقار فهو مثل عِدن وكِلن مما يحذف فيه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة عِلْنَ وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فيصير لها حركة الحرف المبدل منه ثم تلقى الحركة على الفاء فتسقط همزة الوصل لتحرك ما بعدها فتقول قرن لأن حركة الراء كانت كسرة في تقرأ لا ترى أن القاف متحرك بها وأما من فتح فقال: قَرْنَ فمن لم يجز قررت بالمكان أقر وإنما يقول قررت أقِرُّ فإن فتح الفاء عنده لا يجوز ومن أجاز ذلك جاز على قوله { قرن } كما جاز قرن وهي لغة حكاها الكسائي. وقال أبو عثمان: يقال قررت به عيناً أقر ولا يقال: قررت في هذا المعنى وقررت في المكان فأنا أقر فيه يقال: قررت في هذا المعنى ومن قرأ فيطمع الذي بالكسر فهو معطوف علي فلا تخضعن أي فلا يطمع الذي في قلبه مرض فكلاهما منهي عنه إلا أن النصب أقوى لأنه يكون بمعنى أن طمعه مسبب عن خضوعهن بالقول وإذا كان عطفاً كان نهياً لهن وله وليس فيه دليل على أن الطمع واقع من أجلهن. اللغة: التبرج إظهار المرأة محاسنها مأخوذ من البرج وهو السعة في العين وطعنة برجاء واسعة وفي أسنانه برج إذا تفرق ما بينها. الإعراب: قوله { ليذهب } اللام يتعلق بمحذوف تقديره وإرادته ليذهب ويجوز أن يتعلق بيريد. { أهل البيت } منصوب على المدح تقديره أعني أهل البيت ويجوز أن يكون منادى مضافاً ويجوز في العربية جرّ اللام ورفعها فالجرّ على أن يكون بدلاً من كم والرفع على المدح. المعنى: ثم أظهر سبحانه فضيلتهن على سائر النسوان بقوله { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء }. قال الزجاج: لم يقل كواحدة من النساء لأن أحداً للنفي العام. وقال ابن عباس: معناه ليس قدركنّ عندي كقدر غيركن من النساء الصالحات أنتن أكرم عليَّ فأنا بكنَّ أرحم وثوابكنَّ أعظم لمكانكنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن اتقيتنَّ } الله شرط عليهن التقوى ليبيّن سبحانه أن فضيلتهن بالتقوى لا باتصالهن بالنبي صلى الله عليه وسلم { فلا تخضعن بالقول } أي لا ترققن القول ولا تلنَّ الكلام للرجال ولا تخاطبن الأجانب مخاطبة تؤدّي إلى طمعهم فتكن كما تفعل المرأة التي تظهر الرغبة في الرجال.

السابقالتالي
2 3 4 5