الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } * { وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } * { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ } * { ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

القراءة: قرأ أبو عمرو { بما يعملون خبيراً } بالياء والباقون بالتاء وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة اللائي مهموزة ممدودة مشبعة بعدها ياء وفي سورة المجادلة والطلاق مثله وقرأ نافع ويعقوب اللاء مهموزة ممدودة مختلسة لا ياء بعدها والباقون اللاي بغير همزة ولا مدّ حيث كانت. قرأ عاصم: تظاهرون بضم التاء وتخفيف الظاء وقرأ بفتح التاء وتخفيف الظاء أهل الكوفة غير عاصم وقرأ ابن عامر تظاهرون بفتح التاء وتشديد الظاء وقرأ الباقون تظهرون بغير ألف وتشديد الظاء والهاء. الحجة: قال أبو علي: من قرأ { بما يعملون } بالياء فعلى لا تطع الكافرين أنه بما يعملون والتاء على المخاطبة ويدخل فيه الغيب واللائي أصله فاعل مثل شائي فالقياس أن يثبت الياء فيه كما يثبت في الشائي والنائي وقد حذفوا الياء في حروف من ذلك قولهم ما باليت به بالة ومنه جابة وكذا إذا حذفت من اللاء يصير اللائي فإن خففت الهمزة فالقياس أن تجعل بين بين وقد حكى سيبويه حذف الياء من اللاي ومن قرأ تَظَّهَّرون فإنه تتظهرون فأدغم التاء في الظاء ومن قرأ تظاهرون مضمومة التاء فهو من ظاهر من امرأته ويقوّي ذلك قولهم في مصدره الظهار ومن قرأ تظاهرون خفيفة الظاء فمعناه تتظاهرون فحذف تاء تتفاعلون التي أدغمها غيره وهو من قرأ تظاهرون بتشديد الظاء مع الألف. النزول: نزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور السلمي قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن أبي بعد غزوة أحد بأمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلّموه فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل إن لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربك فشقَّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمربن الخطاب: إئذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال: " إني أعطيتهم الأمان " وأمر صلى الله عليه وسلم فأخرجوا من المدينة ونزلت الآية { ولا تطع الكافرين } من أهل مكة أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة والمنافقين ابن أبي وابن سعد وطعمة. وقيل: نزلت في ناس من ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبوا منه أن يمتعهم باللات والعزى سنة قالوا لتعلم قريش منزلتنا منك وقوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه نزلت في أبي معمر جميل بن معمر بن حبيب الفهري وكان لبيباً حافظاً لما يسمع وكان يقول: إنَّ في جوفي لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فكانت قريش تسمّيه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر وتلقاه أبو سفيان بن حرب وهو آخذ بيده إحدى نعليه والأخرى في رجله فقال له: يا أبا معمر ما حال الناس قال: انهزموا قال: فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك.

السابقالتالي
2 3 4