الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ هُنَالِكَ ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } * { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً } * { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً } * { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْئُولاً } * { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً }

القراءة: قرأ حفص { لا مُقام لكم } بضم الميم والباقون بفتحها وقرأ أهل الحجاز لأتوها بغير مدّ والباقون لآتوها بالمد وقرأ يعقوب يسّائلون بالتشديد والمدّ والباقون يسئلون بالتخفيف وفي الشواذ قراءة ابن عباس وابن يعمر وقتادة إن بيوتنا عَوِرة وما هي بعوِرة بكسر الواو في الموضعين وقراءة الحسن ثم سولوا الفتنة مرفوعة السين ولا يجعل فيها ياء ولا يمدها وقراءة ابن عباس لو أنهم بُدّى في الإعراب. الحجة: قال أبو علي: المقام يحتمل أمرين: أحدهما: لا موضع إقامة لكم وهذا أشبه لأنه في معنى لا { مقام } بفتح الميم أي ليس لكم موضع تقومون فيه. والآخر: لا إقامة لكم ومن قصر لأتوها فلأنك تقول أتيت الشيء إذا فعلته تقول أتيت الخير وتركت الشر ومعنى { ثم سئلوا الفتنة لأتوها } سئلوا فعل الفتنة لفعلوها ومن قرأ لآتوها فالمعنى لأعطوها أي لم يمتنعوا فيها والمعنى لو قيل لهم كونوا على المسلمين ومع المشركين لفعلوا ذلك ومن قرأ يسّاءلون فإنه يتساءلون أي يسأل بعضهم بعضاً فأدغم التاء في السين ومن قرأ عورة بكسر الواو فإنه شاذ من طريق الاستعمال وذلك لتحرك الواو بعد الفتحة والقياس أن تقول عارة كما قالوا رجل مال وامرأة مالة وكبش صاف ونعجة ومثل عَوِرة في صحة الواو قولهم رجل عَوِز لا مال له وقول الأعشى:
وَقَدْ غَدَوْتُ إلَى الحانُوتِ يَتْبَعُني   شـاوٍ مُشِلٌ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ
وقوله سولوا من قولهم سال يسال كخاف يخاف فالعين على هذه اللغة واو وحكى أبو زيد قولهم هما يتساولان كما يقال: يتقاومان والأقيس على هذا أن يقال: سيلوا كعيدوا. وقيل: واللغة الأخرى إشمام الضمة نحو سئلوا واللغة الثالثة سولوا على إخلاص ضمة فُعِل إلا أنه أردأ اللغات قال الشاعر:
وقُولَ لا أهل له ولا مالْ   
أي. وقيل: وقال آخر:
لُوطَ إلى صلب شديد الحل   
أي نيط وقوله بُدّى جميع باد فهو مثل غاز وغُزّى. اللغة: يقال هنا للقريب من المكان وهنالك للبعيد وهناك للمتوسط بين القريب والبعيد وسبيله سبيل ذا وذلك وذاك والزلزال الاضطراب العظيم والزلزلة اضطراب الأرض. وقيل: إنه مضاعفُ زلَّ وزلزله غيره والشدة قوة تدرك بالحاسة لأن القوة التي هي القدرة لا تدرك بالحاسة وإنما تعلم بالدلالة فلذلك يوصف تعالى بأنه قويُّ ولا يوصف بأنه شديد والغرور إيهام المحبوب بالمكروه والغرور الشيطان قال الحارث بن حلزة:
لَـــمْ يَغُـرُّوكُمْ غُرُوراً وَلكِنْ   يَرْفَعُ الآلُ جَمْعَهُمْ وَالضُّحاءُ
ويثرب اسم أرض المدينة. قال أبو عبيدة: إن مدينة الرسول في ناحية من يثرب. وقيل: يثرب هي المدينة نفسها وذكر المرتضى علم الهدى قدس الله روحه أن من أسماء المدينة يثرب وطيبة وطابة والدار والسكينة وجائزة والمحبورة والمحبة والمحبوبة والعذراء والمرحومة والقاصمة ويندد فذلك ثلاثة عشر اسماً والعورة كل شيء يتخوف منه في ثغر أو حرب ومكان معور ودار معورة إذا لم تكن حريزة.

السابقالتالي
2 3 4 5