الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوۤاْ إِلَىٰ أَوْلِيَآئِكُمْ مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } * { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } * { إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ }

القراءة: قرأ أهل المدينة وابن عامر وأبو بكر وقتيبة الظنونا والرسولا والسبيلا بألف في الوصل والوقف وقرأ أهل البصرة وحمزة بغير ألف في الوصل والوقف والباقون بالألف في الوقف وبغير ألف في الوصل. الحجة: قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل أنها في المصحف كذلك وهو رأس آية ورؤوس الآيات تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع فلمّا شبه أكرَمن وأهابن بالقوافي في حذف الياء منهن كما حذف في نحو قوله:
مِنْ حَذَرِ الْمَوْتِ أنْ يَأْتِيَنْ   وَإذا ما انْتَسَبْتُ لَهُ أنَكْرَنْ
كذلك يشبه هذا في إثبات الألف بالقوافي فأما من طرح الألف في الوصل فإنه ذهب إلى أن ذلك في القوافي وليس رؤوس الآي بقواف فيحذف في الوصل كما يحذف غيرها مما يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه وهذا إذا أثبت في الخط فينبغي أن لا يحذف كما لا يحذف هاء الوقف من حسابِيَهْ وكتابِيَه وأن يجري مجرى الموقوف عليه ولا يوصل. الإعراب: { أن تفعلوا } موصول وصلة في موضع رفع بالابتداء إلا أنه استثناء منقطع وخبره محذوف تقديره لكن فعلكم إلى أوليائكم معروفاً جائز وإذا أخذنا العامل في الظرف هنا محذوف تقديره واذكر نعمة الله عليكم كائنة وقت مجيء جنود إذ جاؤوكم بدل من إذ الأولى وإذ زاغت كذلك. النزول: قال الكلبي: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس فكان يؤاخي بين الرجلين فإذا مات أحدهما ورثه الثاني منهما دون أهله فمكثوا بذلك ما شاء الله حتى نزلت { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين } فنسخت هذه الآية الموارثة بالمؤاخاة والهجرة وورث الأدنى فالأدنى من القرابات. وقال قتادة: كان المسلمون يتوارثون بالهجرة وكان لا يرث الأعرابي المسلم من المهاجرين شيئاً فنزلت هذه الآية فصار المواريث بالقرابات. المعنى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } أي هو أولى بهم منهم بأنفسهم. وقيل: في معناه أقوال: أحدها: أنه أحقُّ بتدبيرهم وحكمه أنفذ عليهم من حكمهم على أنفسهم خلاف ما يحكم به لوجوب طاعته التي هي مقرونة بطاعة الله تعالى عن ابن زيد. وثانيها: أنه أولى بهم في الدعوة فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى شيء ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعته أولى بهم من طاعة أنفسهم عن ابن عباس وعطاء وهذا قريب من الأول. وثالثها: أن حكمه أنفذ عليهم من حكم بعضهم على بعض كقوله:فسلّموا على أنفسكم } [النور: 61] فإذا كان هو أحق بهم وهو لا يرث أمته بما له من الحق فكيف يرث من توجبوا حقه بالتبني وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم نستأذن آباءنا وأمهاتنا فنزلت هذه الآية وروي عن أبي وابن مسعود وابن عباس أنهم كانوا يقرؤون { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } وهو أب لهم وكذلك هو في مصحف أبي وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد