الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }

الإعراب: { تنزيل الكتاب } خبر مبتدأ محذوف وتقديره هذا تنزيل ويجوز أن يكون تنزيل الكتاب مبتدأ ولا ريب فيه خبره وعلى القول الأول يكون لا ريب فيه في موضع نصب على الحال أو في موضع رفع على أنه خبر بعد خبر وقوله { من رب العالمين } يحتمل الوجهين أيضاً أم يقولون افتراء أم ها هنا استفهام مستأنف والتقدير بل أيقولون وقوله { من ربك } يجوز أن يتعلق بالحق على تقدير هو الذي حق من ربك ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال أي كائناً من ربك والعامل فيه الحق وذو الحال الضمير المستكن فيه { لتنذر } اللام يتعلق بما يتعلق به من قوله { ما لكم من دونه من ولي } من الثانية زائدة والتقدير ما ولي ثبت لكم ومن دونه في موضع نصب على الحال مما يتعلق به اللام في لكم. المعنى: { الم } مفسَّر في أول البقرة { تنزيل الكتاب } أي هذه الآيات تنزيل الكتاب الذي وعدتم به { لا ريب فيه } أي لا شك فيه أنه وحي { من رب العالمين } والمعنى أنه لا ريب فيه للمهتدين وإن كان قد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتدُّ بهم لأنه ليس بموضع الشك. وقيل: معناه أنه زال الشك في أنه كلام رب العزة لعجزهم عن الإتيان بمثله. وقيل: إن لفظه الخبر ومعناه النهي أي لا ترتابوا فيه والريب أقبح الشك. { أم يقولون } أي بل يقولون { افتراه } وليس الأمر على ما يقولون { بل هو الحق } نزل عليك { من ربك } والحق هو كل شيء من اعتقده كان معتقده على ما هو به مما يدعو العقل إلى استحقاق المدح عليه وتعظيمه فالكتاب حقٌّ لأن من اعتقد أنه من عند الله كان معتقده على ما هو به والباطل نقيض الحق { لتنذر قوماً ما آتاهم من نذير من قبلك } يعني قريشاً إذ لم يأتهم نبيُّ قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وإن أتى غيرهم من قبائل العرب مثل خالد بن سنان العبسي. وقيل: يعني أهل الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم فكانوا كأنهم في غفلة عما لزمهم من حق نعم الله وما خلقهم له من العبادة عن ابن عباس { لعلهم يهتدون } أي ليهتدوا. ثم ذكر سبحانه الدلالة على وحدانيته فقال { الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام } أي فيما قدَّره ستة أيام لأن قبل الشمس لم يكن ليل ولا نهار { ثم استوى على العرش } بالقهر والاستعلاء وهو مفسَّر في سورة الأعراف { ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع } أي ليس لكم من دون عذابه { وليّ } أي قريب ينفعكم ويردّ عذابه عنكم ولا شفيع يشفع لكم.

السابقالتالي
2