الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } * { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

القراءة: قرأ ابن كثير في رواية البزي يا بُنَيْ لا تشرك بالله ساكنة الياء يا بُنَيَّ أنَّها مكسورة الياء يا بُنَيَّ أقم الصلاة مفتوحة الياء وقرأ في رواية القواس يا بني لا تشرك يا بُنَيْ أقم ساكنة الياء فيهما يا بنيَّ أَنَّها مكسورة الياء وقرأ ابن فليح يا بنيَّ لا تشرك يا بنيَّ أنها مكسورة الياء فيهما يا بنيَّ أقم مفتوحة الياء وقرأ حفص يا بني بفتح الياء في كل القرآن والباقون بكسر الياء في كل القرآن وفي الشواذ قراءة عيسى الثقفي ورواية بعضهم عن أبي عمرو وَهَناً على وهَن بفتح الهاء وقراءة الحسن بخلاف وأبي رجاء والجحدري وقتادة ويعقوب وفصله في عامين. الحجة: قال أبو علي: من أسكن الياء في الوصل فإنه يجوز أن يكون على قول من قال: يا غُلامَ أقْبل فلما قال: يا غُلامْ فأسكن للوقف ويكون أجرى الوصل مجرى الوقف وهذا يجيء في الشعر كقول عمران بن حطان:
قَدْ كُنْتُ عِنْدَكَ حَوْلاً لا تُرَوِّعُني   فيهِ رَوِائعُ مِنْ إنْسٍ وَمِنْ جانِ
فإنما خفّف جان للقافية ثم وصل بحرف الإطلاق وأجرى الوصل مجرى الوقف وهذا لا نعلم جاء في الكلام ومن قال: يا بُنيّ أنَّها فهو على قولك يا غُلام أَقْبِل ومن قال: يا بنيَّ بفتح الياء فإنه على قولك يا بنيا فأبدل ياء الإضافة ألفاً ومن الكسرة فتحة وعلى هذا حمل أبو عثمان قوله يا أبت وقد تقدَّم ذكر ذلك فيما سلف ومن قرأ وهَناً على وهَن بفتح الهاء فيمكن أن يكون حرك الهاء لأجل حرف الحلق كقراءة الحس إلى يوم البَعَث فهذا يوم البَعَث بفتح العين وأما الفصل فإنه أعمّ من الفصال لأنه يستعمل في الرضاع وغيره والفصال ها هنا أوجه لأن الموضع مختص بالرضاع. الإعراب: { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } تقديره أيّ شيء خلق فماذا بمنزلة اسم واحد في موضع نصب بأنه مفعول خلق والجملة معلقة بأروني. { أن أشكر لله }. قال الزجاج: معناه لأن يشكر لله ويجوز أن تكون أن مفسرة فيكون المعنى أن اشكر لله وتأويل أن أشكر قلنا له: اشكر الله على ما آتاك { حملته أمه } جملة في موضع النصب على الحال بإضمار قد والعامل في الحال معنى الفعل الذي يدلُّ عليه قوله { ووصينا الإنسان بوالديه } فإن معناه أمرناه بالإحسان إلى والديه وحاله أنه كان محمولاً لأمه ومثله قولهكيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً } [البقرة: 28] أي وحالكم أنكم كنتم أمواتاً. { وهناً } مصدر فعل محذوف في موضع الحال أي تهن وهناً وقوله { على وهن } في موضع الصفة لقوله { وهنا } ويجوز أن يتعلق أيضاً بالعامل في وهناً وقوله { معروفاً } صفة لمصدر محذوف وتقديره مصاحباً معروفاً بمعنى مصاحبة معروفة.

السابقالتالي
2 3 4 5