الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

فضل الآية روى جعفر بن محمد ع عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لما أراد الله أن ينزل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله وقل اللهم مالك الملك إلى قولـه بغير حساب تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب وقلن يا رب تهبطنا إلى دار الذنوب وإلى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور وبالعرش فقال وعزتي وجلالي ما من عبد قرأكن في دبر كل صلاة مكتوبة إلا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة وإلا قضيت لـه في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة وإلاَّ أعَذته من كل عدو ونصرته عليه ولا يمنعه دخول الجنة إلا أن يموت " وقال معاذ بن جبل احتبست عن رسول الله يوماً لم أصلّ معه الجمعة فقال: " " يا معاذ ما يمنعك عن صلاة الجمعة " قلت يا رسول الله كان ليوحنا اليهودي عليّ أوقية من تِبْر وكان على بابي يرصدني فأشفقت أن يحبسني دونك قال: " أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك " قلت نعم يا رسول الله قال: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء إلى قولـه بغير حساب يا رحمان الدنيا ورحيمهما تعطي منهما ما تشاء وتمنع منهما ما تشاء أقض عني ديني فإن كان عليك ملء الأرض ذهباً لأداه الله عنك ". القراءة: قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص ويعقوب: الميت بالتشديد والباقون بالتخفيف. الحجة: قال المبرد لا خلاف بين علماء البصرة أنهما سواء وأنشد لابن رعلاء الغساني:
لَيْسَ مَن ماتَ فَاسْتَراحَ بِمَيْـتٍ   إنّمـا الْمَيتُ مَيّتُ الأَحْياءِ
إنّما الْمَيْتُ مَنْ يَعِيـــشُ كَئيبــاً   كاسِفاً بالُـهُ قَليلُ الرَّجاءِ
فجمع بين اللغتين وما مات وما لم يمت في هذا الباب يستويان في الاستعمال وقال بعضهم الميت بالتشديد الذي لم يمت بعد وبالتخفيف الذي قد مات والصحيح الأول ألا ترى أنه قلَّ ما جاء:
وَمَنْهَلِ فِيهِ الْغُرابُ مَيْتٌ   سَقَيْتُ مِنْهُ الْقَوْمَ وَاسْتَقَيْتُ
فهذا قد مات. اللغة: النزع قلع الشيء عن الشيء يقال نزع فلان إلى أخوالـه أن نزع إليهم بالشبه فصار واحداً منهم بشبهه لـهم والنزاع الحنين إلى الشيء والنزوع عن الشيء الترك لـه والإِيلاج الإِدخال يقال أولجه فوَلَج وُلُوجاً وولجاً والوليجة بطانة الرجل لأَنه يطلعه على دِخُلة أمره والتولج كناس الظبي لأَنه يدخلـه والولج والولجة شيء يكون بين يدي فناء القوم. الإعراب: اللهم بمعنى يا الله والميم المشددة عند سيبويه والخليل عوض عن يا لأَن يا لا يوجد مع الميم في كلامهم فعلم أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة يا في أولـها والضمة التي في أولـها ضمة الاسم المنادى المفرد والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم التي قبلـها وقال الفراء أصلـه يا الله أُمّ بخير فألقيت الـهمزة وطرحت حركتها على ما قبلـها ومثلـه هلم إنما أصلـه هل أمّ واعترض على قول الخليل بأن الميم إنما تزاد مخففة في مثل فم وابنم وبأنها اجتمعت مع يا في قول الشاعر:

السابقالتالي
2 3 4