الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } * { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

فضلـها: روى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن محمد ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب ع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل استاك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول إن في خلق السماوات والأرض إلى قولـه: { فقنا عذاب النار } وقد اشتهرت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت الآيات قال: " ويل لمن لاكها بين فكّيه ولم يتأمل ما فيها " وورد عن الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم الأمر بقراءة هذه الآيات الخمس وقت القيام بالليل للصلاة وفي الضجعة بعد ركعتي الفجر. وروى محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع وذكر أن النبي قال: كان يؤتي بطهور فيُخمّر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله فإذا إستيقظ جلس ثم قلّب بصره إلى السماء وتلا الآيات من آل عمران { إنّ في خلق السماوات والأرض } الآيات ثم يستنّ ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه يركع حتى يقال متى يرفع رأسه ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلّب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي ركعتين ثم يخرج إلى الصلاة. اللغة: اللّب العقل سمي به لأنه خير ما في الإنسان واللب من كل شيء خيره وخالصه سبحانك معناه تنزيهاً لك من أن تكون خلقتهما باطلاً وبراءة مما لا يليق بصفاتك قال الشاعر:
سُبْحانَــهُ ثُمَّ سُبْحاناً يَعُودُ لَـهُ   وَقَبْلَنا سَبَّحَ الجُودِيٌّ وَالحَجَرُ
والأبرار جمع برّ وهو الذي بر الله بطاعته إياه حتى أرضاه وأصل البرّ الاتساع فالبرّ الواسع من الأرض خلاف البحر والبِرّ صلة الرحم والبِرّ العمل الصالح والبُرّ الحنطة وأبرَّ الرجل على أصحابه أي زاد عليهم. الإعراب: الذين يذكرون في موضع جر صفة لأولي الألباب قياماً وقعوداً نصب على الحال وعلى جنوبهم أيضاً في موضع نصب على الحال ولذلك عطف على قياماً وقعوداً أي ومضطجعين لأن الظرف يكون حالاً للمعرفة كما يكون نعتاً للنكرة لما فيه من معنى الاستقرار. تقول مررت برجل على الحائط أي مستقر على الحائط، وكذا مررت برجل في الدار وتقول أنا أصير إلى فلان ماشياً وعلى الفرس فيكون موضع على الفرس نصباً على الحال من الضمير في أصير وقولـه { ما خلقت هذا باطلاً } أي يقولون ما خلقت هذا الخلق ولذلك لم يقل هذه ولا هؤلاء وباطلاً نصب على أنه المفعول الثاني وقيل تقديره بالباطل وللباطل ثم نزع الحرف فوصل الفعل خبر إنّ في قولـه { إنك من تدخل النار فقد أخزيته } جملة مركبة من الشرط والجزاء والأصل فيهما جملتان كل واحدة منهما من فعل وفاعل لأن موضع مَن نصب يتدخل على أنه مفعول به وقولـه { أن آمنوا } يحتمل أن يكون أن هذه هي المفسرة بمعنى أي ويحتمل أن يكون الناصبة للفعل لأنه يصلح في مثلـه دخول الباء نحو ينادي بأن آمنوا.

السابقالتالي
2 3 4 5