الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤ } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ }

خمس آيات بلا خلاف إلا أن الكوفي عدَّ الم آية وترك وأنزل الفرقان وغيرهم بالعكس من ذلك. القراءة: قرأ أبو جعفر والأعشى والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم الم الله بسكون الميم وقطع همزة الله وقرأ الباقون موصولاً وبفتح الميم وروي في الشواذ عن عمر بن الخطاب وابن مسعود وإبراهيم النخعي والأعمش وعن زيد بن علي بن الحسين وعن جعفر بن محمد الصادق وعن النبي صلى الله عليه وسلم الحي القيَّام وروي عن الحسن: الإنجيل بفتح الـهمزة. الحجة: قال أبو علي اتفاق الجميع على إسقاط الألف الموصولة في اسم الله تعالى دلّ على أن الميم ساكنة كما أن سائر حروف التهجي مبنية على الوقف فلما التقت الميم الساكنة ولام التعريف، حركت الميم بالفتح للساكن الثالث الذي هو لام التعريف والدليل على أن التحريك للساكن الثالث وهو مذهب سيبويه أن حروف التهجي يجتمع فيها الساكنان نحو حا ميم عين سين قاف وذلك أنها مبنية على الوقف كما أن أسماء العدد كذلك فحركت الميم للساكن الثالث بالفتح كما حركت النون في قولـه في الله بالفتح لالتقاء الساكنين وأما من قطع الألف فكأنه قدر الوقف على الميم واستأنف فقطع الـهمزة لابتدائه بها وأما القيام فقد قال ابن جني إنه صفة على فيعال من قام يقوم ومثلـه من الصفة الغيداق وأصلـه من القيوام إلتقت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغم فيها الياء وقراءة الجماعة القيوم فيعول من هذا أيضاً وأما الإنجيل بفتح الـهمزة فمثال غير معروف النظير في كلامهم لأنه ليس في كلامهم أفعيل بفتح الـهمزة ولو كان أعجمياً لكان فيه ضرب من الحجاج لكنه عندهم عربي وهو أفعيل من نَجَل يَنْجُل إذا أثار واسترخ ومنه نَجْلُ الرجل لولده لأنه استخرجهم من صلبه ومن بطن امرأته قال الأعشى:
أنْجَبَ أزْمانَ والِداهُ بِهِ   إذْ نَجَلاهُ فَنِعْمَ ما نَجَلا
أي أنجب والده أزمان إذ نجلاه ففصل بين المضاف الذي هو أزمان وبين المضاف إليه الذي هو إذ كقولـهم حينئذ ويومئذ بالفاعل وقيل لـه إنجيل لأن من يستخرج علم الحلال والحرام كما قيل توارة وهي فوعلة من وَرِيَ الزندُ إذا قدح وأصلـه وَوْاراة فأبدلت الواو التي هي الفاء تاء كما قالوا التِجَاه والتُخَمة والتُكلان والتُراث من الوجه والوَخامة والوَكل والوِراثة فهي من وري الزند: إذا ظهرت ناره وذاك من نَجَل يَنْجُل إذا استخرج لما في الكتابين من معرفة الحلال والحرام وكما قيل لكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم الفرقان لأنه فَرّق بين الحق والباطل فالمعاني كما ترى معتنقة وكلـها الإظهار والإبراز والفرق بين الأشياء وقال علي بن عيسى: النجل الأصل فكأن الإنجيل أصل من أصول العلم وقال غيره النجل الفرع ومنه قيل للولد نجل فكأن الإنجيل فرع على التوراة يستخرج منها وقال ابن فضال هو من النَجَل وهو من السعة يقال عين نجلاء وطعنة نجلاء وكأنه قد وسع عليهم في الإنجيل ما ضيق على أهل التوراة وكل محتمل.

السابقالتالي
2 3 4