الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ } * { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ } * { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } * { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ }

القراءة: قرأ ولا يسمع بالياء الصُمُّ بالرفع ههنا وفي الروم ابن كثير وابن عباس والباقون لا تسمع بضم التاء الصم بالنصب وقرأ وما أنت تهدي العمي حمزة ههنا وفي الروم وقرأ الباقون وما أنت بهادي العمي وفي الشواذ قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد والجحدري وابن ذرعة تَكْلِمُهم بفتح التاء والتخفيف وقرأ أهل العراق غير أبي عمرو وسهل أَنَّ الناس بفتح الهمزة والباقون بكسرها. الحجة: حجة من قال تسمع أنه أشبه بما قبل من قوله أنك لا تسمع الموتى ويؤكد ذلك قوله ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ومن قرأ ولا يَسمَعُ الصُّمُّ الدعاءَ فالمعنى لا ينقادون للحق لعنادهم كما لا يسمع الأصم ما يقال له ومن قرأ تهدي العمي فالتقدير إنك لا تهديهم لشدة عنادهم وإعراضهم وأنت مرفوع بما على قول أهل الحجاز وتهدي في موضع نصب بأنه خبر وعلى قول تميم يرتفع بفعل مضمر يفسّره الظاهر الذي هو تهدي تقديره إذا أظهرت ذلك المضمر ما تهدي تهدي لأنك إذا أظهرت الفعل المضمر اتصل به الضمير ولم ينفصل كما ينفصل إذا لم تظهر ومن قرأ بهادي العمي مضافاً في السورتين فاسم الفاعل للحال أو للآتي فإذا كان كذلك كانت الإضافة في نية الانفصال. وقوله أَن الناس بالفتح فالوجه فيه تكلمهم بأن الناس وزعموا أنه في قراءة أبي تنبئهم وعن قتادة أنه في بعض الحروف تحدثهم وهذا يدل على أن تكلمهم من الكلام الذي هو النطق وليس هو من الكلام الذي هو الجراحة. ومن كسر فقال إن الناس فالمعنى تكلمهم فتقول لهم أن الناس وإضمار القول في الكلام كثير وحسن ذلك لأن الكلام قول فكأن القوم أظهر ومن قرأ تَكْلِمُهم فمعناه تَجْرحُهُم بأكلها إياهم. المعنى: ثم ذكر سبحانه من الحجج ما يقوّي قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم فقال { إن هذا القرآن يقصُّ على بني إسرائيل } أي يخبرهم بالصدق { أكثر الذي هم فيه يختلفون } من حديث مريم وعيسى والنبي المبشر به في التوراة حيث قال بعضهم هو يوشع. وقال بعضهم: لا بل هو منتظر لم يأت بعد وغير ذلك من الأحكام وكان ذلك معجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم إذ كان لا يدرس كتبهم ولا يقرؤها ثم أخبرهم بما فيها { وأنه } يعني القرآن { لهدى } أي دلالة على الحق { ورحمة للمؤمنين } أي نعمة لهم. { إن ربك يقضي بينهم بحكمه } يريد بين المختلفين في الدين يوم القيامة وأشار بذلك إلى شيئين أحدهما: أن الحكم له فلا ينفذ حكم غيره فيوصل إلى كل ذي حقّ حقّه والآخر: أنه وعد المظلوم بالانتصاف من الظالم { وهو العزيز } القادر على ما يشاء لا يمتنع عليه شيء { العليم } بالمحق والمبطل فيجازي كُلاًّ بحسب عمله وفي هذه الآية تسلية للمحقين من الذين خولفوا في أمور الدين وإن أمرهم يؤول إلى أن يحكم بينهم رب العالمين.

السابقالتالي
2 3 4