الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ ٱلَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

القراءة: قرأ أهل البصرة وأبو جعفر وابن كثير بَلْ أَدْرَكَ بقطع الألف وسكون اللام والدال وقرأ الشموني عن أبي بكر بَل ادَّارَكَ موصولة الألف مشدَّدة الدال بلا ألف بعدها والباقون بل ادّراك وفي الشواذ قراءة سليمان بن يسار وعطاء بن يسار بِلِ دْرَكَ بفتح اللام ولا همزة ولا ألف وقراءة الحسن وأبي رجاء وابن محيصن وقتادة بل ءآدَّرك وقراءة ابن عباس بلى بياء أدرك وقراءة أبي بل تدارك وقرأ أهل المدينة إذا كنا تراباً بكسر الألف آنا لمخرجون بالاستفهام بهمزة واحدة ممدودة عن أبي جعفر وقالون وغيره ممدودة عن ورش وإسماعيل. وقرأ ابن عامر والكسائي أَإذا بهمزتين أننا بنونين وقرأ ابن كثير ويعقوب إذا أنا بالاستفهام فيهما جميعاً بهمزة واحدة غير ممدودة وقرأ أبو عمر آذا آنا بالاستفهام فيهما جميعاً بهمزة واحدة ممدودة وقرأ عاصم وحمزة وخلف أإذا أإنا بالاستفهام فيهما جميعاً بهمزتين همزتين وقرأ ابن كثير في ضيق بكسر الضاد والباقون بفتحها. الحجة: قال أبو علي: أن علم قد يصل بالجار كقوله تعالىألم يعلم بأن الله يرى } [العلق: 14] وقولهم علمي بزيد يوم الجمعة ومعنى أدرك بلغ ولحق يقال فلان أدرك الحسن أي لحق أيامه وهذا ما أدركه علمي أي بلغه فالمعنى أنهم لم يدركوا علم الآخرة أي لم يعلموا حدوثها وكونها ودلَّ على ذلك قولهبل هم في شك منها بل هم منها عمون } [النمل: 66] أي بل هم من علمها عمون وإذا كان كذلك كان معنى قوله في الآخرة معنى الباء أي لم يدركوا علمها ولم ينظروا في حقيقتها فيدركوا ولهذا قرأ من قرأ أدرك كأنه أراد لم يدركوه كما تقول أجئتني أمس أي لم تجيئني والمعنى لم يدرك علمهم بحدوث الآخرة بل هم في شك منها بل هم من علمها عمون والعمى عن علم الشيء أبعد منه من الشاك فيه لأن الشك قد يعرض عن ضرب من النظر والعمى عن الشيء الذي لم يدرك منه شيئاً. وأما من قال إدَّارَك فإنه أراد تدارك فأَدغم التاء في الدال لمقاربتها لها وكونها من حيزها فلما سكتت التاء للإدغام أجتلبت لها همزة الوصل كما اجتلبتها في نحو ادّارأتم وفي التنزيلحتى إذا ادّاركوا فيها } [الأعراف: 38] كان معناها تلاحقوا قال:
تَدْاركْتُما الأَحْلاف قَدْ ثُلَّ عَرْشُها   
وما روي عن أبي بكر بَل إدّرك معناه افتعل من أدَّركت وافتعل وتفاعل يجيئان بمعنى ومن ثم صحَّ قولهم ازدوجوا وإن كان الحرف على صورة يجب فيها الانقلاب ولكنه صحَّ لما كان بمعنى تفاعلوا وتفاعلوا يلزم فيه تصحيح حروف العلة لسكون الحرف الذي قبل حرف العلة فصار تصحيح هذا كتصحيح عَوِرَ وحَوِلَ لما كان بمعنى إعْوَرَّ وإحْوَلَّ ومن قرأ بَلْ دْرَكَ فإنه خفف الهمزة بحذفها وإلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها نحو قَدَ فُلَحَ في قَدْ أَفْلح وأما قوله بل ءآدَّرَك } فإن بل استئناف وما بعدها استفهام كما تقول أزيد عندك بل أعمرو عندك تركاً للأول إلى غيره وأما بلى فكأنه جواب وذلك لأنه لما قال

السابقالتالي
2 3