الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } * { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } * { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ }

بسم الله الرحمن الرحيم القراءة: قرأ أهل الكوفة ورويس عن يعقوب بشهاب قبس منوناً غير مضاف وقرأ الباقون بشهاب قبس مضافاً. الحجة واللغة: قال أبو عبيدة: الشهاب النار والقبس ما اقتبست وأنشد:
فِــي كَفِّــهِ صَعْدَةٌ مُثَقَّفَةٌ   فِيها سِنانٌ كَشُعْلَةِ القَبَسِ
وقال غيره كل ذي نور فهو شهاب. قال أبو علي: يجوز أن يكون قبس صفة ويجوز أن يكون اسماً غير صفة فأما الصفة فإنهم يقولون قبسته أقبسه قبساً والقبس الشيء المقبوس فإذا كان القبس صفة فالأحسن أن يجري على شهاب كما جرى على الموصوف في قوله:
كأنه ضَرَمٌ بالكفِّ مقبوسُ   
وإن كان مصدراً غير صفة حسنت فيه الإضافة ولا يحسن ذلك في الصفة لأن الموصوف لا يضاف إلى صفته. وقال أبو الحسن: الإضافة أجود وأكثر في القراءة كما تقول دار آجر وسوار ذهب ولو قلت سوار ذهب ودار آجر كان عربياً. قال أبو علي: جعل أبو الحسن القبس فيه غير وصف ألا ترى أنه جعله بمنزلة الآجر والذهب وليس واحد منهما صفة. الإعراب: هدى وبشرى في محل النصب أو الرفع فالنصب على الحال أي هادية ومبشرة والعامل فيهما معنى الإشارة والرفع على ثلاثة أوجه على هي هدى وبشرى وعلى البدل من آيات وعلى أن يكون خبراً بعد خبر أن بورك أن هي المفسرة لأن النداء فيه معنى القول يعني قيل له بورك ولا يجوز أن يكون مخففة من الثقيلة على تقدير أنه بورك لأنه كان يكون لا بدَّ من قَدْ والهاء في أنه ضمير الشأن وأنا الله مبتدأ وخبر وألق عصاك عطف على بورك أي نودي أن بورك وأن ألق عصاك. المعنى: { طس } سبق تفسيره { تلك } إشارة إلى ما وعدوا بمجيئه من القرآن { آيات القرآن وكتاب مبين } أضاف الآيات إلى القرآن وآيات القرآن هي القرآن فهو كقولهإنه لحق اليقين } [الحاقة: 51] والقرآن والكتاب معناهما واحد وصفه بالصفتين ليفيد أنه مما يظهر بالقراءة ويظهر بالكتابة وهو بمنزلة الناطق بما فيه من الأمرين جميعاً ووصفه بأنه مبين تشبيه له بالناطق بكذا ومعناه أن الله بيَّن فيه أمره ونهيه وحلاله وحرامه ووعده ووعيده وإذا وصفه بأنه بيان فإنه يجري مجرى وصفه له بالنطق بهذه الأشياء في ظهور المعني به للنفس والبيان هو الدلالة التي تبين بها الأشياء والمبين المظهر. { هدى وبشرى للمؤمنين } أي هدى من الضلالة إلى الحق بالبيان الذي فيه والبرهان وباللطف فيه من جهة الإعجاز الدال على صحة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وبشرى للمؤمنين بالجنة والثواب ويجوز أن يكون في موضع نصب على أن يكون تقديره هادياً ومبشراً ويجوز أن يكون في موضع رفع والتقدير هو هدى وبشرى.

السابقالتالي
2 3