الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } * { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } * { قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ } * { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } * { وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ } * { فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } * { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } * { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } * { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } * { قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } * { قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } * { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ }

القراءة: قرأ يعقوب ويضيقَ ولا ينطلقَ بالنصب فيهما والباقون بالرفع وفي الشواذ قراءة عبد الله بن مسلم بن يسار وحماد بن سلمة ألا تتقون بالتاء وقراءة الشعبي وفَعَلْتَ فِعْلَتَك. الحجة: من قرأ يضيقُ ولا ينطلقُ بالرفع عطف على أخاف ومن قرأ بالنصب عطف على أن يكذبون أي أخاف أن يكذبون وأن يضيق صدري ولا ينطلق لساني ومن قرأ ألا تتقون بالتاء فهو على إضمار القول أي فقل لهم ألا تتقون ومن قرأ فِعلتك بكسر الفاء فهي مثل الرِكْبة والجِلْسة تكون كناية عن الحال التي يكون عليها وقد يكون المصدر على هذه الزنة تقول نشدته بالله نِشْدة. الإعراب: قال الزجاج: موضع إذ نصب على معنى واتلِ عليهم هذه القصة فيما تتلو والدليل عليه قوله عطفاً على هذه القصة: { واتلِ عليهم نبأ إبراهيم } { أن ائت القوم الظالمين } موضعه نصب بأنه مفعول نادى أي ناداه بهذه الكلمة رسول رب العالمين واحد في معنى الجمع كقوله فإنهم عدوُّ لي ويجوز أن يكون كل واحد منهما رسولاً. إن عبدت بني إسرائيل في موضع رفع لأنه بدل من نعمة تقديره وتلك نعمة تعبيدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد ويجوز أن يكون في موضع نصب بأنه مفعول له أي إنما صارت نعمة لأن عبدت بني إسرائيل والمعنى لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليم فإنما صارت نعمة لما فعلت من البلاء. فماذا تأمرون يجوز أن يكون ما في موضع رفع بالابتداء وذا بمعنى الذي على تقدير فأيُّ شيء الذي تأمرونه ويجوز أن يكون في موضع نصب بأنه مفعول تأمرون ويكون مع ذا بمنزلة اسم واحد وتقديره أيّ شيء تأمرون. المعنى: ثم ذكر سبحانه أقاصيص رسله تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتحريضاً له على الصبر ثقة بنزول النصر وابتدأ بقصة موسى وفرعون فقال: { وإذ نادى ربك } أي واذكر يا محمد واتل عليهم الوقت الذي نادى فيه ربك الذي خلقك { موسى أن ائت القوم الظالمين } هذا أمر بعد النداء وتقديره قال له يا موسى أن أئت القوم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي وظلموا بني إسرائيل بأن ساموهم سوء العذاب. ثم بين القوم الموصوفين بهذه الصفة فقال: { قوم فرعون } وهو عطف بيان { ألا يتقون } إنما قاله بالياء لأنه على الحكاية ومعناه أما آن لهم أن يتّقوا ويصرفوا عن أنفسهم عقوبة الله بطاعته والتقوى مجانبة القبائح بفعل المحاسن وأصله صرف الأمر بحاجز بين الصارف وبينه: { قال } موسى: { رب إني أخاف أن يكذبون } بالرسالة ولا يقبلوا مني والخوف انزعاج النفس بتوقيع ونقيضه الأمن وهو سكون النفس إلى خلوص النفع.

السابقالتالي
2 3 4