الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } * { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }

القراءة: قرأ حمزة والكسائي لما يأمرنا والباقون بالتاء. الحجة: قال أبو علي: من قرأ بالتاء قال إنهم تلقوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بالرد وزادهم أمره إياهم بالسجود نفوراً عما أمروا به ومن قرأ بالياء فالمعنى أنسجد لما يأمرنا محمد بالسجود على وجه الإنكار منهم لذلك ولا يكون أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له لأنهم أنكروا الرحمن تعالى بقولهم وما الرحمن وأقول إذا جعلت ما بمعنى الذي على ما ذكره فالتقدير أنسجد لما يأمرنا بالسجود له وترتيب الحذف فيه على الوجه الذي تقدم بيانه في قوله سبحانهفاصدع بما تؤمر } [الحجر: 94] فلا وجه لإعادته وإن جعلت ما مصدرية فإنك لا تحتاج إلى حذف شيء ويكون تقديره أنسجد لأمرك أو لأمره. اللغة: أصل المرج الخلط ومنه أمر مريج أي مختلط وفي الحديث: " مرجت عهودهم " أي اختلطت ومرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى وعذب الماء عذوبة فهو عذب والفرات أعذب المياه يقال فرت الماء يفرت فروتة فهو فرات إذا عذب والملح الإجاج الشديد الملوحة والنسب ما يرجع إلى ولادة قريبة والصهر خلطة تشبه النسب القرابة والمصاهرة في النكاح المقاربة وفي الحديث كان يؤّسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه أي يدنيه يقال صهره وأصهره. الإعراب: { هذا عذب فرات } مبتدأ وخبر في موضع نصب على الحال وكذلك قوله وهذا ملح أجاج بالعطف عليه وذو الحال أحد البحرين مبشراً ونذيراً نصب على الحال من شاء نصب على الاستثناء والمستثنى منه الكاف والميم في أسألكم وأن يتخذ في موضع نصب بأنه مفعول شاء الذي خلق السماوات والأرض في موضع جرّ تقديره وتوكَّل على الحي الذي لا يموت خالق السماوات والأرض ويحتمل أن يكون في موضع نصب أو رفع على المدح والثناء على تقدير أعني الذي خلق أو هو الذي خلق والرحمن بالرفع القراءة وورد عن بعضهم في الشواذ بالجر ففي الرفع وجوه: أحدها: الابتداء وخبره فاسأل به عن الزجاج وفيه نظر لأن الفاء إنما يجوز في خبر ما فيه الألف واللام إذا جاز فيه معنى الشرط ولا يصحّ ذلك هنا والثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو الرحمن والثالث: أن يكون بدلاً من الضمير المستكن في استوى والرابع: أن يكون فاعل استوى وأما الجر فعلى أن يكون صفة وتقديره وتوكل على الحي الخالق الرحمن ونفوراً مفعول ثان لزاد. المعنى: { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً } ينذرهم ولكن بعثناك يا محمد إلى القرى كلها رسولاً لعظيم منزلتك لدينا والنذير هو الداعي إلى ما يؤمن معه الخوف من العقاب قيل إنه إخبار عن قدرته سبحانه والمعنى لو شئنا لقسمنا بينهم النذر كما قسمنا الأمطار بينهم ولكنا نفعل ما هو الأصلح لهم والأعود عليهم في دينهم ودنياهم فبعثناك إليهم كافة.

السابقالتالي
2 3 4