الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيراً } * { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } * { وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } * { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } * { قُلْ أَذٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ ٱلْخُلْدِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَآءً وَمَصِيراً } * { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً } * { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }

القراءة: قرأ أبو جعفر وابن كثير وحفص ويعقوب ويوم يحشرهم بالياء والباقون بالنون وقرأ ابن عامر فنقول بالنون، والباقون بالياء، وقرأ أبو جعفر وزيد عن يعقوب أن نُتَّخَذ بضم النون وفتح الخاء وهو قراءة زيد بن ثابت وأبي الدرداء وروي عن جعفر بن محمد ع وزيد بن علي والباقون تَتَّخِذ بفتح النون وكسر الخاء، وروى بعضهم عن ابن كثير فقد كذبوكم يقولون بالياء والقراءة المشهورة بالتاء وقرأ حفص فما تستطيعون بالتاء والباقون بالياء، وروي عن علي ع ويُمَشَّون في الأسواق بضم الياء وفتح الشين المشددة. الحجة: قال أبو علي: حجة من قرأ يحشرهم بالياء قوله { كان على ربك وعداً مسؤولاً } ويوم يحشرهم ربك ومن قرأ نحشرهم بالنون فيقول بالياء فعلى أنه أفرد بعد أن جمع كما أفرد بعد الجمع في قولهوآتينا موسى الكتاب } [الإسراء: 2] إلى قولهألا تتخذوا من دوني وكيلاً } [الإسراء: 2] وقراءة ابن عامر ويوم نحشرهم فنقول حسن لإجرائه المعطوف مجرى المعطوف عليه في لفظ الجمع. قال ابن جني: من قرأ أن نتخذ بضم النون فإن قوله من أولياء في موضع الحال أي ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء ودخلت من زائدة لمكان النفي تقول اتخذت زيداً وكيلاً فإن نفيت قلت ما اتخذت زيداً من وكيل وكذلك أعطيته درهماً وما أعطيته من درهم وهذا في المفعول به. وأما قراءة الجماعة أن تَتَّخِذَ من دونك من أولياء فإن قوله من أولياء في موضع المفعول أي أولياء فهو كقولك ضربت رجلاً فإن نفيت قلت ما ضربت من رجل والمعنى في قوله ما كان ينبغي لنا أن نتخذ لسنا ندَّعي استحقاق الولاء ولا العبادة لنا والمعنى في قوله فقد كذَّبوكم بما تقولون بالتاء كذَّبوكم في قولكم أنهم شركاء وأنهم آلهة وذلك في قولهم تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ومن قرأ بما يقولون بالياء فالمعنى كذَّبوكم أي ما كنتم تعبدون بقولهم وقولهم هو نحو ما قالوه في قولهوقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون } [يونس: 28] وقولهفألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون } [النحل: 86] وقوله فما يستطيعون بالياء معناه فما يستطيع الشركاء صرفاً ولا نصراً لكم ومن قرأ بالتاء فمعناه فما تستطيعون أنتم أيها المتخذون للشركاء من دونه صرفاً ولا نصراً ومن قرأ يُمَشَّون فمعناه يدعون إلى المشي ويحملهم حامل على المشي وجاء على فَعَّل لتكثير فعلهم لأنهم جماعة. اللغة: السعير النار الملتهبة مأخوذة من إسعار النار وهو شدة إيقادها أسعرتها إسعاراً وسعَّرها الله تسعيراً، والتغيظ الهيجان والغليان ومنه قيل لشدة الغضب الغيظ ومقرنين مأخوذ من القرن وهو الحبل يشدّ فيه بعيران أو أبعرة ثم يستعمل في كل مجتمعين والثبور الهلاك وثبر الرجل فهو مثبور أهلك قال ابن الزبعرى:

السابقالتالي
2 3 4