الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر فشهادة أحدكم أربع شهادات بالرفع والباقون أربع شهادات بالنصب وقرأ حفص والخامسة الثانية بالنصب والباقون بالرفع وقرأ نافع إن ساكنة النون لعنة الله بالرفع وإن غضب الله عليها بكسر الضاد ورفع الله وقرأ يعقوب أن لعنة الله وأن غضب الله برفع لعنة وغضب جميعاً والباقون إن لعنة الله غضب الله بالتشديد والنصب في الموضعين. الحجة: قال أبو علي: من نصب أربع شهادات نصبه بالشهادة وينبغي أن يكون قوله شهادة أحدهم مبنياً على ما يكون مبتدأ تقديره فالحكم أو فالفرض أن تشهد أربع شهادات أو فعليهم أن يشهدوا وإن شئت حملته على المعنى لأن المعنى يشهد أحدهم وقوله بالله يجوز أن يكون من صلة الشهادة لأنك أوصلتها بالشهادة ومن صلة شهادات إذا نصبت الأربع وقياس من أعمل الثاني أن يكون قوله بالله من صلة شهادات وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه كما تقول ضربت وضربني زيد. ومن رفع فقال شهادة أحدهم أربع شهادات بالله فإن الجار والمجرور من صلة شهادات ولا يجوز أن يكون من صلة شهادة لأنك إن وصلتها بالشهادة فقد فصلت بين الصلة والموصول ألا ترى أن الخبر الذي هو أربع شهادات يفصل قوله أن لمن الصادقين في قول من نصب أربع شهادات يجوز أن يكون من صلة شهادة أحدهم فتكون الجملة التي هي أنه لمن الصادقين في موضع نصب لأن الشهادة كالعلم فيتعلق بها إن كما يتعلق بالعلم والجملة في موضع نصب بأنه مفعول به وأربع شهادات ينتصب انتصاب المصدر. ومن رفع أربع شهادات لم يكن إنه لمن الصادقين إلا من صلة شهادات دون صلة شهادة لأنك إن جعلته من صلة شهادة فصّلت بين الصلاة والموصول. ومن قرأ أن لعنة الله عليه وأن غضب الله عليها فمعناه أنه لعنة الله عليها خففت الثقيلة المفتوحة على إضمار القصة والحديث ولا يكون في ذلك كالمكسورة لأن الثقيلة المفتوحة موصولة والموصول يتشبث بصلته أكثر من تشبت غير الموصول بما يتصل به. وأهل العربية يستقبحون أن تلي الفعل حتى يفصل بينها وبين الفعل بشيء ويقولون استقبحوا أن تحذف ويحذف ما تعمل فيه وإن تلي ما لم تكن تليه من الفعل بلا حاجز بينهما فتجتمع هذه الاتساعات فيها فإن فصل بينها وبين الفعل بشيء لم يستقبحوا ذلك كقوله تعالىعلم أن سيكون منكم مرضى } [المزمل: 20] وقوله أفلا يرون إلا يرجع إليهم قولاً وعلمت إن قد قام فإن قلت فقد جاءوأن ليس للإنسان إلا ما سعى } [النجم: 39] وجاءنودي أن بورك من في النار ومن حولها } [النمل: 8] فالجواب فإن ليس يجري مجرى ما ونحوها مما ليس بفعل.

السابقالتالي
2 3 4