الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }

القراءة: في الشواذ قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير من بعد إكراههن لهن غفور رحيم وروي ذلك عن أبي عبد الله ع. الحجة: اللام في هن متعلقة بغفور أي غفور لهن. اللغة: الأيامى جمع أيم وهي المرأة التي لا زوج لها سواء كانت بكراً أو ثيباً ويقال للرجل الذي لا زوجة له أيم أيضاً قال جميل:
أُحِـــبُّ الأيـــامى إذْ بُـثَيْنَةَ أيِّمٌ   وَأحْبَبَتُ لَمّا أنْ غَنِيْتِ الغَوانِيا
وقال الشاعر:
فَإنْ تنْكِحِي أنْكِحْ وَإنْ تَتَأيمِّي   يَدَا الدَّهْر ما لَمْ تَنْكِحِي أتَأيَّمُ
والفعل منه آمت المرأة تئيم أيمة وأيوماً والانكاح التزويج يقال نكح إذا تزوَّج وأنكح غيره إذا زوَّجه، والاستعفاف والتعفف سواء وهو طلب العفة واستعمالها ويقال رجل عف وامرأة عفة والكتاب والمكاتبة أن يكاتب الرجل مملوكه على مال يؤدّيه إليه فإذا أدّاه عتق وأصله من الجمع وكل شيء جمعته إلى شيء فقد كتبته ومنه الكتاب لتداني بعض حروفه إلى بعض وهنا قد جمع العبد نجوم المال. وقيل: جمع ماله إلى مال السيد. الإعراب: أحد مفعولي انكحوا محذوف تقديره وانكحوا رجالكم الأيامى من نسائكم أو نساءكم الأيامى من رجالكم وانكحوا الصالحين من عبادكم إماءكم الصالحات أو الصالحات من إمائكم عبادكم الصالحين لأن الأيامى يشتمل على الرجال والنساء والصالحين يشتمل عليهما أيضاً وقوله { منكم } و { من عبادكم وإمائكم } الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ومن للتبيين وكل موضع يكون من مع معمولة والعامل فيه في محل النصب على الحال لا يكون إلا كذلك. المعنى: ثم أمر سبحانه عباده بالنكاح وأغناهم عن السفاح فقال { وأنكحوا الأيامى منكم } ومعناه زوّجوا أيها المؤمنون من لا زوج له من أحرار رجالكم ونسائكم وهذا أمر ندب واستحباب وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحب فطرتي فليستنَّ بسنتي ومن سنتي النكاح " وقال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " وروى عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير. قال لقيني ابن عباس في حجة حجها فقال: هل تزوجت؟ قلت: لا قال: فتزوج قال: ولقيني في العام المقبل فقال: هل تزوجت؟ قلت: لا فقال: اذهب فتزوّج فإن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء يعني النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أبي هريرة قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد للقيت الله بزوجة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " شراركم عزَّابكم " وقال صلى الله عليه وسلم: " من أدرك له ولد وعنده ما يزوجه فلم يزوجه فأحدث فالإثم بينهما "

السابقالتالي
2 3