الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } * { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } * { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } * { قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } * { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } * { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } * { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يٰسَامِرِيُّ } * { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }

القراءة: قرأ أهل المدينة والكوفة وعاصم بمَلكنا بالفتح، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بملكنا بضم الميم والباقون بملكنا بكسر الميم وقرأ ابن عامر وحفص ورويس حُمّلنا بالضم والتشديد والباقون حَمَلنا بفتح الحاء والتخفيف، وقرأ أهل الكوفة غير عاصم لم تبصروا بالتاء والباقون بالياء، وفي الشواذ قراءة ابن مسعود وأبي والحسن وقتادة وأبي رجاء ونصر بن عاصم فقبصت قبصة بالصاد وروي عن الحسن أيضاً قبضة بضم القاف. الحجة: قال أبو علي: في قوله بملكنا هذه ثلاث لغات والكسر أكثر والفتح لغة فيه والمعنى ما أخلفنا موعدك بملكنا الصواب ولكن لخطئنا فأضيف المصدر إلى الفاعل وحذف المفعول فأما من ضم الميم فإنه لا يخلو من أن يريد به مصدراً لِمَلِك أو يكون لغة في مصدر المالك فإن أريد الأول فالمعنى لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك لمكان ملكنا ويكون على هذا التقدير كقولهلا يسألون الناس إلحافاً } [البقرة: 273] أي ليس منهم مسألة فيكون منهم الحاف فيها ليس أنه أثبت ملكاً ما لم يثبت في قوله لا يسألون الناس الحافاً مسألة منهم ومثل ذلك قول ابن أحمر:
لا تُفْــزِع الأرْنَــبَ أهْوالُها   وَلا تَرَى الضَّبَ بِها يَنْجَحِر
أي ليس بها أرنب فيفزع لهولها ومثله قول ذي الرمة:
لا تُشْتَكى سَقْطَةً مِنْها وَقَدْ رَقَصَتْ   بِهَــا الْمَفــاوِزُ حَتّـى ظَهْرُها حَدِبُ
أي ليس منها سقطة فتشتكي، وقوله حملنا من حمل الإنسان الشيء وحملته إياه فمن قرأ حُمِّلنا فالمعنى جعلونا نحمل أوزار القوم، ومن قرأ حَمَلنا أراد أنهم فعلوا ذلك، ومن قرأ بما لم يبصروا به بالياء فالمعنى بما لم يبصر به بنو إسرائيل، ومن قرأ بالتاء صرف الخطاب إلى الجميع، والقبض بالضاد باليد كلها وبالصاد بأطراف الأصابع والقبضة بالضم القدر المقبوض والقبضة فعلك أنت وقد ذكرنا الاختلاف في قوله يا ابن أم والوجه في ذلك في سورة الأعراف. اللغة: الوزر أصله الثقل ومنه الوزر الذنب لأن صاحبه قد حمل به ثقلاً والوزر الحمل والأوزار الأحمال والأثقال ومنه الأوزار للسلاح لأنها تثقل على لابسها والخوار الصوت المتردد الشديد التردد كصوت البقر ونحوه، والعكوف الإقامة وملازمة الشيء ومنه الاعتكاف في المسجد ورقب يرقب رقباناً ورقبة انتظر والمرقب المكان العالي الذي يقف عليه الرقيب وأرقبت فلاناً داري وأعمرته والاسم الرقبى والعمرى وبصر بالشيء يبصر إذا صار عليماً به وأبصر يبصر إذا رأى. الإعراب: { فكذلك ألقى السامري } الكاف صفة مصدر محذوف لألقى تقديره ألقى السامري إلقاء مثل القائنا، جسداً بدل من عجل. أن لا يرجع تقديره أفلا يرون أن لا يرجع ويجوز أن ينصب يرجع بأن فيكون الناصبة للفعل ولا يكون أن المخففة من أن ضلوا جملة في موضع نصب على الحال وقد مضمن ألاّ تتبعني في موضع جرّ بمن المحذوف أو في موضع نصب على الخلاف فيه تقديره ما منعك من اتباعي ولا زائدة كما في قوله

السابقالتالي
2 3 4