الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ } * { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } * { فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } * { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } * { قَالَ فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } * { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ } * { كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } * { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } * { وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ }

القراءة: قرأ نصر عن الكسائي خَلَقه بفتح اللام والباقون خَلْقه بسكون اللام، وقرأ أهل الكوفة وروح وزيد عن يعقوب مهداً والباقون مهاداً بالألف. الحجة: من قرأ أعطى كل شيء خَلْقه فالمعنى أعطى كل شيء صورته أي خلق كل حيوان على صورة أخرى ثم هداه، ومن قرأ خَلَقه بفتح اللام فإنه جملة من الفعل والفاعل في موضع جرّ بأنه صفة شيء والمفعول الثاني لأعطى محذوف فكأنه أعطى كل شيء مخلوق ما أوجبه تدبيره ثم هداه السبيل والمهد مصدر كالفرش والمهاد كالفراش والبساط في قولهجعل لكم الأرض فراشاً } [البقرة: 22] وفي موضع آخربساطاً } [نوح: 19] ويجوز أن يكون المهد استعمل استعمال الأسماء فجمع كما يجمع فعل على فعال والأول أبين. اللغة: الفرط التقدم ومنه الفارط المتقدم إلى الماء قال:
قَدْ فَرَطَ العجلُ عَلَيْنا وعَجَل   
ومنه الإِفراط الإِسراف لأنه تقدم بين يدي الحق والتفريط التقصير لأنه تأخر عما يجب فيه التقدم. قال الزجاج: القرن أهل كل عصر فيهم نبي أو إمام أو عالم يقتدى به فإن لم يكن واحد منهم لم يسم قرناً، والنهي جمع نهية وإنما قيل لأولي العقول أولو النهى لأنهم ينهون الناس عن القبائح. وقيل: لأنه ينتهى إلى آرائهم. الإِعراب: أسمع جملة في موضع الرفع بكونها خبراً بعد خبر ويجوز أن يكون في موضع النصب على الحال. { علمها عند ربي في كتاب }. علمها مبتدأ وفي كتاب خبره وعند ربي معمول الخبر وتقديره علمها ثابت في كتاب عند ربي ويجوز أن يكون قوله { عند ربي } صفة لكتاب فلما تقدَّم انتصب على الحال تقديره في كتاب ثابت عند ربي ويجوز أن يكون عند ربي الخبر وفي كتاب بدل منه ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر وقوله { لا يضل ربي } تقديره لا يضل ربي عنه فحذف الجار والمجرور كما حذف من قولهواتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً } [البقرة: 48] أي فيه. { الذي جعل لكم الأرض }. يجوز أن يكون في موضع جرّ بأنه صفة ربي ويجوز أن يكون في موضع رفع بأن يكون خبر مبتدأ محذوف من نبات في موضع نصب صفة لقوله { أزواجاً } و { شتى } صفة له أيضاً فهي صفة بعد صفة وتارة منصوبة على المصدر. المعنى: لمّا أمر الله سبحانه موسى وهارون أن يمضيا إلى فرعون ويدعواه إليه { قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا } أي نخشى أن يتقدم فينا بعذاب ويعجّل علينا { أو أن يطغى } أي يجاوز الحدَّ في الإِساءة بنا. وقيل: معناه إنا نخاف أن يبادر إلى قتلنا قبل أن يتأمل حجتنا أو أن يزداد كفراً إلى كفره بردّنا. { قال لا تخافا إنني معكما } بالنصرة والحفظ معناه أني ناصركما وحافظكما { أسمع } ما يسأله عنكما فألهمكما جوابه { وأرى } ما يقصدكما به فأدفعه عنكما فهو مثل قوله

السابقالتالي
2 3