الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ } * { قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ } * { فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } * { قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلأُولَىٰ } * { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً أُخْرَىٰ } * { لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } * { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } * { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } * { يَفْقَهُواْ قَوْلِي } * { وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي } * { هَارُونَ أَخِي } * { ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } * { وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي } * { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } * { وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } * { إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } * { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ }

القراءة: قرأ ابن عامر أَشدُدْ بقطع الهمزة وفتحها وأُشرِكهُ بضمها والباقون أشدد بهمزة الوصل وأشركه بالفتح، وفي الشواذ قراءة عكرمة وأهس بالسين وقراءة أبي البرهسم وأهش بكسر الهاء. الحجة: الوجه في قراءة أبي عامر أنه جعله خبراً وسائر القراء جعلوه دعاء وضم الهمزة في أشركه ضعيف جداً لأنه ليس إلى موسى إشراك هارون في النبوة بل ذلك إلى الله تعالى فالوجه فتح الهمزة على الدعاء، ومن قرأ أهش بكسر الهاء فيمكن أن يكون أراد أهش بضم الهاء أي أكسر الكلاء بها للغنم فجاء بها على يغسل وأن كان متعدياً كما جاء هرَّ الشيء يُهر ويهره إذا كرهه وشدَّ الحبل يشُدّه ويشِدّه ونمَّ الحديث ينُمُّه ويَنِمُّه وأما أهس بالسين فمعناه أسوق وكان ينبغي أن يقول أهسَّ بها غنمي ولكن لما دخل السوق معنى الانتحاء لها والميل بها عليها استعمل علي معها حملاً على المعنى. اللغة: التوكؤ والاتكاء بمعنى مثل التوقي والاتقاء والهش ضرب ورق الشجر ليتساقط والمآرب الحوائج واحدتها مأربة بضم الراء وفتحها وكسرها عن علي بن عيسى، والسيرة والطريقة من النظائر ومعناه مرور الشيء في جهة، وأصل الجناح من الجنوح وهو الميل لأن الطائر يميل به في طيرانه، وعضد الإنسان جناحه لأن من جهته يميل اليد حيث شاء صاحبها. وقيل: يريد بالجناح الجلب لأن فيه جنوح الأضلاع وقال الراجز:
أضمّها للصدر والجناحِ   
قال أبو عبيدة الجناحان الناحيتان والطغيان تجاوز الحد في العصيان وشرح الصدر توسعه ومنه شرح المعنى وهو بسط القول فيه، والعقدة جملة مجتمعة يصعب تفكيكها والحل ضد العقد ونظيره الفصل والقطع، والوزير حامل الثقل عن الرئيس مشتق من الوزر الذي هو الثقل الأزر الظهر يقال أزرني فلان على أمري أي كان لي ظهراً ومنه الميزر لأن يشدُّ على الظهر والإزار لأنه يسيل على الظهر والتأزير التقوية ويمكن أن يكون أزر ووزر مثل أرخ وورخ وأكد ووكد قال امرؤ القيس:
بِمَحْنِيَّةٍ قَدْ آزَرَ الضّــالَ نَبْتُهــا   مَضَمَّ جَيوَشٍ غانِمِينَ وَخُيَّبِ
الإعراب: وما تلك بيمينك. قال الزجاج: تلك اسم مبهم يجري مجرى التي ويوصل كما توصل التي والمعنى وما التي بيمينك وأنشد الفراء:
عَدَسْ ما لِعُبَّادٍ عَلَيْكِ إمارَةٌ   أمِنْتِ وَهذا تَحْمِلِين طَلِيــقُ
أي والذي تحملين، قال بعض المتأخرين: إن الصحيح الذي لا غبار عليه أن يكون تلك مبتدأ وما خبره قدّم عليه لما فيه من معنى الاستفهام وبيمينك الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من معنى الفعل في تلك وهو الإشارة قال وإنما قلنا ذلك لأن أسماء الإشارة إنما تبين بصفاتها كما أن الأسماء الموصولة تبين بصلاتها ولا يجوز وصف المبهم بالجملة لأن الجمل نكرات.

السابقالتالي
2 3 4