الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } * { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }

القراءة: قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع وعباس عن أبي عمرو وهزءاً وكفوءاً بالتخفيف والهمز في كل القرآن وقرأ حفص عن عاصم بضم الزاي والفاء غير مهموز وقرأ يعقوب هزواً بضم الزاي كفواً بسكون الفاء والباقون بالتثقيل والهمز. الحجة: قال أبو الحسن زعم عيسى أن كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم فمن العرب من يثقله ومنهم من يخفّفه نحو العسر واليسر والحلم ومما يقوي هذه الحكاية أن ما كان على فُعل من الجموع مثل كُتُب ورُسُل وقد استمر فيه الوجهان حتى جاء ذلك في المعتل العين الواوي نحو سُوُكُ الإسحِل قال:
وفي الأكُفّ اللامِعات سُوُرُ   
وحكى أبو زيد قُوُلٌ قَوْمٌ وأما فُعْل في جميع أفْعَلَ نحو أحمر وحُمْر فكأنهم ألزموه الإسكان للفصل بين الجمعين وقد جاء فيه التحريك في الشعر فإذا كان الأمر على هذا وجب أن يكون ذلك مستمراً في نحو الكفء والهزء فإذا خفّف الهمزة وثقّل العين لزم أن تقلب الهمزة واو فيقول هزواً ولم يكن له كفواً أحد وإن خفف فأسكن العين قال هزواً فأبقى الواو التي انقلبت عن الهمزة لانضمام ما قبلها وإن لم تكن ضمة العين في اللفظ لأنها مرادة في المعنى كما قالوا لَقضو الرجلُ فأبقوا الواو ولم يَردّوا اللام التي هي ياء من قضيت لأن الضمّة مرادة في المعنى وكذلك قالوا رُضي زيدٌ فيمن قال عُلمَ زيدٌ فلم يزدوا الواو التي هي لام لزوال الكسرة لأنها مقدرة مرادة وإن كانت محذوفة من اللفظ وكذلك تقول هُزُواً وكُفُواً فتثبت اواتو وإن كنت حذفت الضمة الموجبة لاحتلابها وإذا كان الأمر على هذه فقراءة من قرأ بالضم وتحقيق الهمز في الجواز والحسن كقراءة من قرأ بالإسكان وقلب الهمزة واواً لأنه تخفيف قياسي وقد روى أبو زيد عن أبي عمرو أنه خير بين التخفيف والتثقيل. اللغة: البقرة اسم للمؤنث من هذا الجنس واسم الذكر منه الصور وهذا يخالف صيغة المذكر منه صيغة الأنثى كالحمل والناقة والرجل المرأة والجدي والعناق وأصل البقر الشق يقال بقرت بطنه أي شققته وسمي البقر بقراً لأن من شأنه شق الأرض بالكراب والهزء اللعب والسخرية يقال هَزِأت به هزءاً ومَهزأة وأعوذ بالله ألجأ إلى الله عوذا وعياذاً وحقيقة العياذ استدفاع ما يخاف من شره بما يطمع ذلك منه والجهل نقيض العلم وقيل هو نقيض الحلم والصحيح أنه اعتقاد الشيء على خلاف ما هو به كما أن العلم اعتقاد الشيء على ما هو فيه والتبيين التعريف وأصله من البينَ وهو الفراق فكلّ من بيّن شيئاً فقد ميّزه عما يلتبس به حتى يعرفه غيره. قال سيبويه: أبان الشيء وأبنته وبيّن وبينته واستبان واستبنته والمعنى واحد والفارض الكبيرة المسنة يقال فَرضتُ البقرة تفرِضُ فُروضاً إذا اسنّت قال الشاعر:

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9