الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }

اللغة: التبديل تغيير الشيء إلى غير حاله والرجز بكسر الراء العذاب في لغة أهل الحجاز وهو غير الرجس لأن الرجس النتن وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الطاعون: " إنه رجز عذب به بعض الأمم قبلكم " وقال أبو عبيدة الرجس والرجز لغتان مثل البزاق والبساق والزرع والسرع والرجز بضم الراء عبادة الأوثان وفسق يفسق والضم أشهر وعليه القراءة ومعنى الفسق في اللغة الخروج من العقيدة وكل من خرج عن شيء فقد فسق إلا أنه في الشرع مخصوص بالخروج عن أمر الله تعالى أو طاعته. الإعراب: غير الذي انتصب غير بأنه صفة لقول وأصل غير أن يكون صفة تجري مجرى مثل وإذا أضيفا إلى المعارف لم يتعرفا لما فيهما من الإبهام لأن مثل الشيء يكون على وجوه كثيرة وكذلك غير الشيء يكون أشياء كثيرة غير مختلفة. المعنى: ثم بين سبحانه أنهم قد عصوا فيما أمروا به فقال { فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم } أي فخالف الذين عصوا والذين فعلوا ما لم يكن لهم أن يفعلوه وغَيّروا ما أمروا به فقالوا غير ذلك واختلف في ذلك الغير فقيل أنهم قالوا بالسريانية هاطا سماقاتا وقال بعضهم حطا سماقاتا ومعناه حنطة حمراء فيها شعيرة وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الأمر وقيل إنهم قالوا حنطة تجاهلاً واستهزاءً وكانوا قد أمروا أن يدخلوا الباب سجداً وطؤطىءَ لهم الباب ليدخلوه كذلك فدخلوه زاحفين على أستاتهم فخالفوا في الدخول أيضاً وقولـه { فأنزلنا على الذين ظلموا } أي فعلوا ما لم يكن لهم فعله من تديلهم ما أمر الله به بالقول والفعل. { رجزاً } أي عذاباً من السماءِ عن ابن عباس وقتادة والحسن { بما كانوا يفسقون } أي بكونهم فاسقين أو بفسقهم كقولـه { ذلك بما عصوا } أي بعصيانهم وقال ابن زيد أهلكوا بالطاعون فمات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفأً من كبرائهم وشيوخهم وبقي الأبناء فانتقل عنهم العلم والعبادة كأنه يشير إلى أنهم عوقبوا بإخراج الأفاضل من بينهم.