الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَإِنْ عَزَمُواْ ٱلطَّلاَقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

اللغة: آلى الرجل من امرأته يؤلي إيلاء من الإلية والألوة وهي الحلف قال الشاعر:
كَفَيْنَا مَنْ تَغَيَّبَ مِنْ نَزَارٍ   وَأَحْنَثْنَا إِليـــةَ مُقْسِمِيــنا
وائتلى وتألى بمعناه وفي التنزيلولا يأتل أولوا الفضل منكم } [النور: 22] وقرىء ولا يتأل وجمع الألية ألايَا وألِيَّات كعشية وعشايا وعشيات وجمع الأَلُوة ألايِي كرِكوبة وركائب والتربص الانتظار ويقال تربصت به قال الشاعر:
تَرَبَّصْ بها رَيْبَ المَنُونِ لَعَلَّـها   تُطَلَّقُ يَوْماً أَوْ يَمُوتُ حَلِيلُـها
والفيء الرجوع يقال فاء يفيء فيئاً إذا رجع وفاء الفيء إذا تحول عن جهة الغداة برجوع الشمس عنه، والفرق بين الفيء والظل ما قال المبرد أن الفيء ما نسخ الشمس لأنه هو الراجع والظل ما لا شمس فيه وكل في ظل وليس كل ظل فيئاً وأهل الجنة في ظل لا في فيء لأن الجنة لا شمس فيها، وفي التنزيلوظلٍ ممدود } [الواقعة: 30] وجمع الفيء أفياء والفيء غنائم المشركين أفاء الله علينا منهم وهو من رجوع الشيء إلى حقه وفلان سريع الفيء من غضبه أي الرجوع والعزم. هو العقد على فعل شيء في مستقبل الأوقات وهو إرادة متقدمة للفعل بأكثر من وقت واحد يتعلق بفعل اللازم يقال عزم على الشيء يعزم عزماً واعتزم وعزمت عليك لَتَفعلنّ أي أقسمت وعزم الراقي كأنه أَقسم على الداء وما لِفلان عَزيمة أي ما يثبت على شيء لتلوّنه وعزائم القرآن التي تقرأ على ذوي الآفات لما يترجى من البرء بها والطلاق حلّ عقد النكاح بسبب من جهة الرجل وامرأة طالق زعم قوم أن تاء التأنيث إنما حذفت لأنه لا حظ فيه للمذكر وهذ ليس بشيء لأن في الكلام أشياء كثيرة يشترك فيها المذكر والمؤنث لا يثبت فيها الـهاء في المؤنث يقال بعير ضامر وناقة ضامر وأمثالـه كثيرة. وقال سيبويه: إنه وقع على لفظ التذكير صفة للمؤنث لأن المعنى شيء طالق وحقيقته أنه على جهة النسب نحو قولـهم امرأة مُطْفِل أي ذات طفل وطالق أي ذات طلاق فإذا أجريته على الفعل قلت طالقة قال الأعشى:
أَيا جَارتي بِينِي فَإِنَّكِ طالِقة   كَذاكَ أُمُورُ الناسِ غادٍ وطارِقَة
وأصل الطلاق من الانطلاق وطَلقتِ المرأةُ عند الولادة فهي مطلوقة إذا تمخضت، والطَلَق الشوط من الجري، والطَلَق الحبل الشديد الفتل، والسميع من كان على صفة يجب لأجلـها أن يدرك المسموعات إذا وجدت وهي ترجع إلى كونه حياً لا آفة به، والسامع المدرك ويوصف القديم سبحانه في الأزل بأنه سميع ولا يوصف في الأزل بأنه سامع إنما يوصف به إذا وجدت المسموعات. الإعراب: يجوز في أربعة أشهر ثلاثة أوجه الجر على الإضافة وعليه القراءة وهذه الإضافة غير حقيقية فإن الأربعة في محل النصب وإن كان مجرور اللفظ ويجوز في العربية الرفع والنصب تَربصٌ أربعةُ أشهر كقولـه

السابقالتالي
2