المعنى: هذه الآية قد تقدم ذكر مثلها في رأس نيف وأربعين آية ومضى تفسيرها وقيل في سبب تكريرها ثلاثة أقوال أحدها: أن نعم الله سبحانه لما كانت أصول كل نعمة كرّر التذكير بها مبالغة في استدعائهم إلى ما يلزمهم من شكرها ليقبلوا إلى طاعة ربهم المظاهر نعمه عليهم وثانيها: أنه سبحانه لما ذكر التوراة وفيها الدلالة على شأن عيسى ومحمد ع في النبوة والبشارة بهما ذكرهم نعمته عليهم بذلك وما فضلهم به كما عدّد النعم في سورة الرحمن وكرّر قولـه { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } فكل تقريع جاء بعد تقريع فإِنما هو موصول بتذكير نعمة غير الأولى وثالثة غير الثانية إلى آخر السورة وكذلك الوعيد في سورة المرسلات بقولـه{ ويل يومئذ للمكذبين } [المرسلات: 15] إنما هو بعد الدلالة على أعمال تعظم التكذيب بما تدعو إليه الأَدلة.