الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

اللغة: المنع والصد والحيلولة نظائر وضد المنع الإطلاق يقال منعته فامتنع ورجل منيع أي لا يخلص إليه وهو في عز ومنعة تخفف وتثقل وامرأة منيعة لا تؤاتي على فاحشة والسعي والركض والعدو نظائر وضد السعي الوقف وفلان يسعى على عياله أي يكسب لهم وسعى للسلطان إذا ولي أمر الصدقة قال الشاعر:
سَعَى عِقَالاً فَلَمْ يَتْرُكْ لَهَا سَبَداً   فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعـَى عَمْروٌ عِقَالَيْنِ
والعقال صدقة عام وساعى الرجل الأمة إذا فجر بها ولا تكون المساعاة إلا في الإماء والخراب والهدم والنقض نظائر والخُرْبَة سعة خرق الأذن وكل ثَقب مستدير والخارب اللص قال الأصمعي: يختص بسارق الإبل والخرابة سرقة الإبل. الإعراب: موضع مَنْ رفع وهو استفهام وأظلم رفع لأنه خبر الابتداء وموضع أن نصب على البدل من مساجد وهو بدل الاشتمال والتقدير ومن أظلم ممن منع أن يذكر في مساجد الله اسمه ويجوز أن يكون موضع أن نصباً على أنه مفعول له فيكون تقديره كراهة أن يذكر فيها اسمه ويجوز أن يكون على حذف مِنْ وتقديره من أن يذكر وأن يدخلوها في موضع رفع بأنه اسم كان وقيل إنّ كان ها هنا مزيدة وتقديره ما لهم أن يدخلوها فعلى هذا يكون موضع أن يدخلوها رفعاً بالابتداء وإلا حرف الاستثناء وهو هنا لنقض النفي وخائفين منصوب على الحال وقولـه خزي مرفوع من وجهين أحدهما: الابتداء والآخر: أن يكون مرفوعاً بلهم وقولـه في الدنيا الجار والمجرور في موضع نصب على الحال وذو الحال الضمير المستكن في لهم وكذلك قولـه ولهم في الآخرة. النزول: اختلفوا في المعني بهذه الآية فقال ابن عباس ومجاهد أنهم الروم غزوا بيت المقدس وسعوا في خرابه حتى كانت أيام عمر فأظهر الله المسلمين عليهم وصاروا لا يدخلونه إلا خائفين. وقال الحسن وقتادة هو بُخْتُ نَصَّر خرب بيت المقدس وأعانه عليه النصارى وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنهم قريش حين منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول مكة والمسجد الحرام وبه قال البلخي والرماني والجبائي وضعّف هذا الوجه الطبري بأن قال إن مشركي قريش لم يسعوا في تخريب المسجد الحرام وقولـه يفسد بأن عمارة المساجد إنما تكون بالصلاة فيها وخرابها بالمنع من الصلاة فيها وقد وردت الرواية بأنهم هدموا مساجد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون فيها بمكة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال وهو أيضاً لا يتعلق بما قبله من ذم أهل الكتاب كما يتعلق به إذا عنى به النصارى وبيت المقدس وجوابه أنه قد جرى أيضاً ذكر غير أهل الكتاب في قولـه:كذلك قال الذين لا يعلمون }

السابقالتالي
2 3