الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } * { أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } * { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } * { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } * { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً }

القراءة: قرأ نافع وعاصم وابن عامر وروح وزيد عن يعقوب وسهل أو لا يذكر خفيفاً والباقون أو لا يُذَكِّر بالتشديد. الحجة: قال علي التذكر يراد به التدبر والتفكر وليس تذكراً عن نسيان والثقيلة كأنه في هذا المعنى أكثر فمن ذلك قوله:أولم نعمركم } [فاطر: 47] ما يتذكر فيه من تذكر وقال إنما يتذكر أُولو الألباب فإضافته إلى أولي الألباب يدل على أن المراد به النظر والتفكر والخفيفة في هذا المعنى دون ذلك في الكثرة وقد قال الله تعالى إن هذه تذكرة فمن شاء ذكره وزعموا أنه في حرف أبي أولا يتذكر وأما قوله ولم يك شيئاً فمعناه لم يك شيئاً موجوداً وليس يراد أنه قبل الخلق لم يقع عليه اسم شيء وهذا كقوله تعالى:هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً } [الإنسان: 1] وقد قال:إن زلزلة الساعة شيء عظيم } [الحج: 1]. اللغة: الجثي جمع الجاثي وهو الذي برك على ركبتيه وأصله جثو فعول من جثى يجثو وقد تقدم القول فيه في أوائل السورة والشيعة الجماعة المتعاونون على أمر واحد من الأُمور ومنه تشايع القوم إذا تعاونوا والصليّ مصدر صِلي يصلي صَليّاً مثل لَقي يلقي لَقيّاً وصَلى يَصلِي صُلِيّاً مثل مَضى يمضِي مُضِيّاً. الإعراب: العامل في قوله: { أَإِذا ما متُّ } مضمرٌ دلَّ عليه قوله: { لسوف أخرج حياً } والتقدير أإذا ما متُّ بعثت ولا يجوز أن يعمل فيه أخرج لأن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبله كما أن ما بعد أن كذلك وما بعد الاستفهام وحرف النفي وقد ذكرنا ذلك في مواضع والشياطين يحتمل أن يكون منصوباً بأنه مفعول به أي ونحشر الشياطين ويحتمل أن يكون مفعولاً معه بمعنى لنحشرنهم مع الشياطين وجثيا منصوب على الحال وعتياً منصوب على التمييز وكذلك صلياً. فأما الرفع في أيُّهم أشدّ قال الزجاج فيه ثلاثة أقوال أحدها: قال سيبويه عن يونس أن لننزعن معلقة لم تعمل شيئاً فكان قول يونس ثم لننزعن من كل شيعة ثم استأنف فقال أيهم والثاني: حكى سيبويه عن الخليل أنه بمعنى الذين يقال لهم أيهم أشد على الرّحمن عتياً ومثله قول الشاعر:
وَلَقَدْ أَتَيْتُ مـِـنَ الْقَنَاةِ بِمَنْزِلٍ   فَأَبَيْتُ لاَ حَرِجٌ وَلاَ مَحْرُومُ
والمعنى فأبيت بمنزلة الذي يقال لا هو حرج ولا محروم والثالث: قال سيبويه: إن أيهم مبنية على الضم لأنها خالفت أخواتها بأن استعمل معها حذف الابتداء تقول اضرب أيهم أفضل تريد أيهم هو أفضل فيحسن الاستعمال كذلك بحذف هو ولا يحسن أضرب من أفضل حتى تقول من هو أفضل ولا يحسن كل ما أطيب حتى تقول كل ما هو أطيب قال فلما خالفت من وما والذي لا تقول فيه أيضاً خذ الذي أفضل حتى تقول خذ الذي هو أفضل فلما خالفت الاختلاف بنيت على الضم في الإضافة والنصب حسن وإن كنت قد حذفت هو لأن هو قد يجوز حذفها وقد قرىء تماماً على الذي أحسن على معنى الذي هو أحسن.

السابقالتالي
2 3