الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } * { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } * { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } * { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } * { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً }

القراءة: قرأ ابن عامر وابن فليح والبرجمي ويعقوب لكنا بإثبات الألف في الوصل والوقف وقرأ الباقون لكن بحذف الألف في الوصل وقرأ البخاري لورش بالوجهين بالوصل ولا خلاف في إثبات الألف في الوقف إلا قتيبة فإنه قرأ بغير ألف في الوصل والوقف وفى الشواذ قراءة أبي بن كعب والحسن لكن أنا وقراءة عيسى الثقفي لكن هو الله ربي وقرأ البرجمي عن أبي بكر غُوراً بضم الغين ههنا وفي الملك وقرأ ولم يكن له فئة بالياء أهل الكوفة غير عاصم والباقون ولم تكن بالتاء وقرأ أبو عمرو الوَلاية بفتح الواو ولله الحقُ بالرفع وقرأ الكسائي الوِلاية بكسر الواو والحقُ بالرفع وقرأَ حمزة وخلف الوِلاية بكسر الواو والحقِ بالجر وقرأ الباقون الوَلاية بفتح الواو والحقِ بالجر وقرأ عاصم وحمزة وخلف عقباً ساكنة القاف والباقون بضم القاف. الحجة: قال الزجاج من قرأ لكنَّ بتشديد النون فهو لكن أنا في الأصل فطرحت الهمزة على النون فتحركت بالفتح فصارت لكنن بنونين مفتوحين فاجتمع الحرفان من جنس واحد فأدغمت النون الأولى في الثانية وحذفت الألف في الوصل لأن ألف أنا تثبت في الوقف وتحذف في الأصل في أجود اللغات نحو أنَ قمت بغير الألف ويجوز أنا قمت بإثبات الألف وهو ضعيف جداً ومن قرأ لكنا فأثبت الألف في الوصل فإنه على لغة من قال أنا قمت فأثبت الألف قال الشاعر:
أَنَا شَيْخُ العَشِيْرَةِ فَاعْرِفُونِي   حَمِيداً قَدْ تَذَرَّيـْـتُ السَّنامـا
إلا أن إثبات الألف في لكنا هو الجيد لأن الهمزة قد حذفت من أنا فصار إثبات الألف عوضاً من الهمزة قال أبو علي لا أرى قوله أن إثبات الألف هو الجيد لأنه صار عوضاً من الهمزة كما قال لأن هذه الألف تلحق للوقف مثل الهاء في ماهيه وحسابيه والهاء في مثل هذا الطرف مثل ألف الوصل في ذلك الطرف فكما أن إثبات همزة الوصل في الوصل خطأ كذلك الهاء والألف في الوصل خطأ فلا يلزم أن يثبت عوض من الهمزة المحذوفة ألا ترى أن الهمزة في وَيْلُمَّه قد حذفت حذفاً على غير ما يوجبه قياس التخفيف ولا يعوض منها فإنّ لا يعوض منها في التخفيف القياسي أجدر لأن الهمزة هنا في تقدير الثبات ولولا ذلك لم يحرك حرف اللين في نحو جَيَلْ في جَيْأَلْ ومؤنة في مؤنة قال وقد تجيء هذه الألف مثبتة في الشعر نحو قول الأعشى:
فَكَيْفَ أنَا وَانتِحالِي القوا   فِيَ بَعْدَ المَشيبِ كَفى ذاكَ عارا
وقول الآخر:
أنــا شيــخ العشيــرة   
" البيت ". ولا يكون ذلك مختاراً في القراءة ومن قرأ لكنا في الوصل فإنه يحتمل أمرين أحدهما: أن يجعل الضمير المتصل مثل المنفصل الذي هو نحن فيدغم النون من لكن لسكونها في النون من علامة الضمير فيكون على هذا لكنا بإثبات الألف وصلاً ووقفاً لاغير ألا ترى أن أحداً لا يحذف الألف من نحو فعلنا وقوله هو من هو الله ربي ضمير الحديث والقصة كما أنه في قوله:

السابقالتالي
2 3 4 5