الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } * { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } * { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } * { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }

اللغة: التبذير التفريق بالإسراف وأصله أن يفرق كما يفرق البذر إلا أنه يختص بما يكون على سبيل الإفساد وما كان على وجه الإصلاح لا يسمى تبذيراً وإن كثر قال النابغة:
تَرائِبُ يَسْتَضِيءَ الْحَلْيُ فِيها   كَجَمْـرِ النَّـارِ بَذَّرَ بَالظَّلامِ
والإعراض صرف الوجه عن الشيء وقد يكون عن قلى وقد يكون للاشتغال بما هو الأولى وقد يكون للإذلال كما قالوأعرض عن الجاهلين } [الأعراف: 199] وأصل الحسر الكشف من قولهم حسر عن ذراعه يحسر حسراً إذا كشف عنه والحسرة الغم لانحسار ما فات ودابة حسير إذا كلَّت لشدة السير لانحسار قوتها بالكلال ومنه قولـهينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير } [الملك: 4] والمحسور المنقطع به لذهاب ما في يده وانحساره عنه قال الهذلي:
إنَّ الْعَسِيرَ بِهـا داءٌ مُخامـِرُها   فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
ويقال حسرت الرجل بالمسألة إذا أفنيت جميع ما عنده. الإعراب: وأما تعرضن تقديره وإن تعرض وما مزيدة وابتغاء مفعول له وقيل هو مصدر وضع موضع الحال أي مبتغياً رحمة من ربك ترجوها أي راجياً إياها وترجوها جملة في موضع الجر بكونها صفة لرحمة ويجوز أن يكون في موضع النصب على الحال من الضمير في تعرضن. المعنى: ثم حثَّ سبحانه نبيَّه صلى الله عليه وسلم على إيتاء الحقوق لمن يستحقها على كيفية الإنفاق فقال { وآت ذا القربى حقه } معناه واعطِ القرابات حقوقهم التي أوجبها الله لهم في أموالكم عن ابن عباس والحسن وقيل إن المراد قرابة الرسول عن السدي قال إن علي بن الحسين ع قال لرجل من أهل الشام حين بعث به ع عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أما قرأت { وآت ذا القربى حقه } قال: وإنكم ذوالقربى الذي أمر الله أن يؤتى حقه قال: نعم. وهو الذي رواه أصحابنا عن الصادقين ع. وأخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قراءة قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني قال: حدثنا الحاكم الواحد أبو محمد قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاهاً قال: أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي قال حدثنا حسن بن حسين قال حدثنا: أبو معمر سعيد بن خثيم وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن يعلى وعلي بن مسهر عن فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل قولـه وآت ذا القربى حقه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدكاً. قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبد الله بن موسى يسأله عن قصة فدك فكتب إليه عبد الله بهذا الحديث رواه الفضيل بن مرزوق عن عطية فردَّ المأمون فدكاً إلى ولد فاطمة ع.

السابقالتالي
2 3