الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } * { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } * { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } * { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } * { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }

القراءة: قرأ الكسائي وحده لقد علمت بضم التاء والباقون بفتحها. الحجة: قال أبو علي حجة من فتح أن فرعون ومن كان يتبعه قد علموا صحة أمر موسى بدلالة قولهلئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك } [الأعراف: 134] وقوله وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ومن قال لقد علمت إذا قيل له كيف يصح الاحتجاج عليهم بعلمه وعلمه لا يكون حجة على فرعون وإنما يكون علم فرعون بما علم من صحة أمر موسى حجة عليه فالقول أنه لما قيل له إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون كان ذلك قدحاً في علمه لأن المجنون لا يعلم فكأنه نفى ذلك فقال لقد علمت صحة ما أتيت به وأنه ليس بسحر علماً صحيحاً كعلم العقلاء فصيَّر العقل حجة عليه من هذا الوجه وزعموا أن هذه القراءة رويت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع. اللغة: الثبور الهلاك ثبره الله يثبره لغتان ورجل مثبور محبوس عن الخيرات قال:
إذاً أُجارِي الشَّيْطانَ في سَنَنِ الغَي   وَمـَــنْ قــالَ مِثْلـُـهُ مَثْبــُــورُ
وتقول العرب ما ثبرك عن هذا الأمر أي ما صرفك عنه وما منعك منه ولفيف مصدر قولك لففت الشيء اي جمعته يقال لففته لفاً ولفيفاً ومن ذلك قولهم لففت الجيوش ضربت بعضها ببعض فاختلط الجميع قال الزجاج اللفيف الجماعات من قبائل شتى. المعنى: ثم ذكر سبحانه قصة موسى ع فقال: { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } أي ولقد أعطينا موسى تسع دلالات وحجج واضحات واختلف في هذه الآيات التسع فقيل هي يد موسى وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم عن ابن عباس والضحاك وقيل الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والبحر والعصا والطمسة والحجر عن محمد بن كعب وعن أبي علي الجبائي أيضاً إلا أنه ذكر بدل الطمسة اليد وعن قتادة وعكرمة وعطاء كذلك إلا إنهم ذكروا بدل البحر والطمسة والحجر اليد والسنين ونقص من الثمرات والطمسة هي دعاء موسى وتأمين هارون وقال الحسن مثل ذلك إلا إنه جعل الأخذ بالسنين ونقص من الثمرات آية واحدة وجعل التاسعة تلقف العصا ما يأفكون وقيل إنها تسع آيات في الأحكام. روى عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال أن يهودياً قال لصاحبه تعال حتى نسأل هذا النبي قال فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عن هذه الآية فقال: " هو أن ألا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تمشوا بالبريء إلى سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا المحصنة ولا تولوا الفرار يوم الزحف وعليكم خاصة يا يهود أن لا تعتدوا في السبت "

السابقالتالي
2