الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }

القراءة: قرأ نافع وحده تشاقون بكسر النون والباقون بفتحها وقرأ حمزة وخلف في الموضعين يتوفاهم بالياء والباقون بالتاء وفي الشواذ قراءة مجاهد عليهم السقف بضم السين وروي عن أهل البيت ع فأتى بنيتهم من القواعد. الحجة: قد تقدم الوجه في قراءة نافع في سورة الحجر عند قوله:فبم تبشرون } [الحجر: 54] فأما قراءة حمزة يتوفاهم بالياء فلأن الفعل مقدم والإمالة حسنة في هذا النحو من الفعل ومن قرأ بالتاء فلأن الجماعة مؤنثة كما جاء وإذ قالت الملائكة. اللغة: قد مضى معنى الأساطير والأوزار في سورة الأنعام والقواعد الأساس والواحدة القاعدة وقواعد الهودج خشبات أربع معترضات في أسفله والشقاق الخلاف في المعنى وتشاقون تكونون في جانب والمسلمون في جانب ومن ثم قيل لمن خرج عن طاعة الإمام وعن جماعة المسلمين شق عصا المسلمين أي صار في جانب عنهم فلم يكن مجتمعاً في كلمتهم وهو مأخوذ من الشق الذي هو النصف كأنه صار في شق غير شقهم. الإعراب: ما أنزل ما مبتدأ وذا بمعنى الذي والمعنى ما الذي أنزل ربكم وأساطير مرفوعة على الجواب كأنهم قالوا الذي أنزل أساطير الأولين وتقديره وإذا قيل لهم هذا القول فالذي قام مقام فاعل قيل هو المصدر لا الجملة لأن الجملة نكرة والفاعل يجوز إضماره والمضمر لا يكون قط نكرة بل هو أعرف المعارف وقوله: { ومن أوزار الذين يضلونهم } من زيادة على قول الأخفش أي وأوزار الذين يضلونهم وعلى قول سيبويه هو صفة مصدر محذوف وتقديره وأوزاراً من أوزار الذين يضلونهم وما يزورن في موضع رفع كما يرفع بعد بئس ونعم وتقديره وبئس الشيء وزرهم فما حرف موصول ويزرون صلته وظالمي أنفسهم نصب على الحال أي في حال ظلمهم أنفسهم. المعنى: ثم أبان سبحانه عن أحوال المشركين وأقوالهم فقال: { وإذا قيل لهم } أي لمشركي قريش { ماذا أنزل ربكم } على محمد صلى الله عليه وسلم: { قالوا أساطير الأولين } أي أجابوا فقالوا هذا المنزل في زعمكم هو عندنا أحاديث الأولين الكاذبة عن ابن عباس وغيره ويروى أنها نزلت في المقتسمين وهم ستة عشر رجلاً خرجوا إلى عقاب مكة أيام الحج على طريق الناس على كل عقبة أربعة منهم ليصدّوا الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وإذا سألهم الناس عما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أحاديث الأولين وأباطيلهم عن الكلبي وغيره. { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة } اللام للعاقبة والمعنى كان عاقبة أمرهم حين فعلوا ذلك أن حملوا أوزار كفرهم تامة يوم القيامة { ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } أي ويحملون مع أوزارهم بعض أوزار الذين أضلوهم عن سبيل الله وأغووهم عن اتباع الحق وهو وزر الإضلال والإغواء ولم يحملوا وزر غوايتهم وضلالهم وقوله: { بغير علم } معناه من غير علم منهم بذلك بل جاهلين به وعلى هذا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

السابقالتالي
2 3