الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } * { قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ } * { قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } * { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } * { قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ } * { قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } * { فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ ٱلْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }

القراءة: في الشواذ قراءة أبي رجاء صَواع الملك بفتح الصاد وقراءة أبي عبد الله بن عوف صوع بضم الصاد بغير ألف وقراءة يحيى بن يعمر صوغ بفتح الصاد والغين معجمة وقراءة أبي هريرة ومجاهد بخلاف صاع الملك والقراءة المشهورة صواع الملك وقراءة الحسن من وُعاء أخيه بضم الواو وقراءة سعيد بن جبير أعآء أخيه بالهمزة وقرأ يعقوب وسهل يرفع ويشاء بالياء والباقون بالنون وقرأ أهل الكوفة درجات بالتنوين والباقون بغير تنوين وفي الشواذ قراءة ابن مسعود فوق كل ذي عالم عليم. الحجة: الصُواع والصاع والصَوْع والصُوع واحد وهو مكيال وأما الصوع فمصدر وضع موضع اسم المفعول أي المصوع وهو مثل الخلق والصيد بمعنى المخلوق والمصيد ومن قرأ أعآء فأصله وعاء أبدلت الواو المكسورة همزة كما قالوا في وسادة أسادة وفي وجاح للستر أجاح ومن قرأ وُعاء بالضم فإنه يكون لغة والهمزة فيه أقيس كما قالوا: أعد في وعدوا وأجوه في وجوه ومن قرأ درجات بالتنوين فإن من يكون في موضع نصب على معنى نرفع من نشاء درجات ومن قرأها بغير تنوين فإن من يكون في موضع جر بالإضافة وقال ابن جني: إن قراءة من قرأ وفوق كل ذي عالم عليم يحتمل ثلاثة أوجه أحدها: أن يكون من باب إضافة المسمى إلى الاسم أي وفوق كل شخص يسمى عالماً أو يقال له عالم عليم مثل قول الكميت:
إلَيْكُــمْ ذَوِي آلِ النَّبِيِ تَطَلَّعَتْ   نَوازِعُ مِنْ قَلْبِي ظِماءٌ وَألْبُبُ
أي إليكم يا آل النبي أي يا أصحاب هذا الاسم الذي هو آل النبي وعليه قول الأعشى:
فَكَـذَّبُوها بِمـا قالَـتْ فَصَبَّـحَهُمْ   ذُو آلَ حَسَّانَ يُزْجِي الْمَوْتَ والشِّرَعا
أي صبَّحهم الجيش الذي يقال له آل حسان والوجه الثاني: أن يكون عالم مصدراً كالباطل وغيره والثالث: أن يكون على مذهب من اعتقد زيادة ذي فكأنه قال وفوق كل عالم عليم. اللغة: يقال: آوى إلى منزلـه يأوي أوياً إذا صار إليه وأويته أنا إيواء، والابتئاس الاغتمام واجتلاب البؤس والحزن والسقاية الإناء التي يسقى منها. وهو من السقي. وقيل: السقاية والصواع واحد والأذان والتأذين واحد وهو النداء يسمع بالأذن ويقال أذنته بالشيء أي أعلمته وأذنته أكثرت إعلامه والعير القافلة من الحمير. وقيل: هو القافلة التي فيها الأحمال والأصل للحمير ثم كثر فسمي كل قافلة عيراً. وقيل: العير الإبل السائرة المركوبة والجمع عيران والحمل بالكسر لما انفصل وبالفتح لما اتصل وجمعه أحمال وحمول والزعيم والكفيل والضمين نظائر والزعيم أيضاً القائم بأمر القوم وهو الرئيس قالت ليلى الأخيلية:
حَتّـى إذا رُفِــعَ اللِّــواءُ رَأيْتَــهُ   تَحْتَ اللِّواءِ عَلى الْخَميسِ زَعيما
الإعراب: تالله معناه والله إلا أن التاء تختص باسم الله لا يجوز تالرحمن وتربي وهو بدل من الواو كما أبدل من الواو في تراث وتجاه وتخمة قالوا جزاؤه من وجد في رحله ذكر في إعرابه وجهان: أحدهما: أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد في رحله الخبر ويكون المعنى جزاء السرق الإنسان الموجود في رحله السرق ويكون قوله { فهو جزاؤه } جملة أخرى ذكرت زيادة في الإبانة كما يقال جزاء السارق القطع فهو جزاؤه وفهذا جزاؤه زيادة في البيان وعلى هذا تكون مَنْ موصولة ويكون تقديره استرقاق الذي وجد في رحله السرق فحذف المضاف.

السابقالتالي
2 3 4 5