الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ } * { قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ } * { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر لفتيانه والباقون لفتيته. الحجة: قال أبو علي: الفتية جمع فتى في عدد القليل والفتيان في الكثير ومثل فتية إخوة وولدة في جمع أخ وولد، ونيرة وقيعة في جمع نار وقاع ومثل فتيان برقان وخربان في جمع برق وخرب وجيران وتيجان في جمع جار وتاج وقد يقوم البناء الذي للقليل مقام الذي للكثير وكذلك يقوم الكثير مقام القليل حيث لا قلب ولا إعلال وذلك نحو أرجل وأقدام وأرسان وفي الكثير قولهم: ثلاثة شسوع فإذا فعل ذلك فيما لا إعلال فيه فإن يرفض فيما يؤدي إلى الإعلال والقلب أولى. اللغة: جهاز البيت متاعه وجهزت فلاناً هيأت جهاز سفره ومنه جهاز المرأة والرحال أراد به الأوعية واحدها رحل وجمعها القليل أرحل قال ابن الأنباري: يقال للوعاء رحل وللمسكن رحل وأصله الشيء المعد للرحيل من وعاء المتاع ومركب البعير وحلس ورسن. المعنى: ثم أخبر سبحانه أنه لما تمكن يوسف بمصر وأصاب الناس ما أصابهم من القحط وقصدوا مصر نزل بآل يعقوب ما نزل بالناس فجمع يعقوب بنيه وقال لهم بلغني أنه يباع الطعام بمصر وأن صاحبه رجل صالح فاذهبوا إليه فإنه سيحسن إليكم إن شاء الله فتجهزوا وساروا حتى وردوا مصر فدخلوا على يوسف فذلك قولـه: { وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون } أي جاؤوا ليمتاروا من مصر كما امتار غيرهم ودخلوا عليه وهم عشرة وأمسك ابن يامين أخا يوسف لأمه فعرفهم يوسف وأنكروه قال ابن عباس وكان بين أن قذفوه في الجب وبين أن دخلوا عليه أربعين سنة فلذلك أنكروه ولأنهم رأوه ملكاً جالساً على السرير عليه ثياب الملوك ولم يكن يخطر ببالهم أنه يصير إلى تلك الحالة وكان يوسف ينتظر قدومهم عليه فكان أثبت لهم فلما نظر إليهم يوسف وكلَّموه بالعبرانية قال لهم من أنتم وما أمركم فإني أنكر شأنكم وفي تفسير علي بن إبراهيم فلما جهزهم وأعطاهم وأحسن إليهم في الكيل قال لهم من أنتم قالوا: نحن قوم من أرض الشام رعاة أصابنا الجهد فجئنا نمتار فقال: لعلكم عيون جئتم تنظرون عورة بلادي فقالوا: لا والله ما نحن بجواسيس وإنما نحن إخوة بنو أب واحد وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ولو تعلم بأبينا لكرمنا عليك فإنه نبي الله وابن أنبيائه وإنه لمحزون. قال: وما الذي أحزنه فلعل حزنه إنما كان من قبل سفهكم وجهلكم قالوا: يا أيها الملك لسنا بسفهاء ولا جهال ولا أتاه الحزن من قبلنا ولكنه كان له ابن كان أصغرنا سناً وأنه خرج يوماً معنا إلى الصيد فأكله الذئب فلم يزل بعده حزيناً كئيباً باكياً.

السابقالتالي
2