الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } * { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } * { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }

القراءة: قرأ حفص دأباً بفتح الهمزة والباقون بسكونها وقرأ تعصرون بالتاء أهل الكوفة غير عاصم والباقون بالياء وفي الشواذ قراءة ابن عباس وابن عمر بخلاف والضحاك وقتادة وزيد بن علي ع وادّكر بعد أمه بالهاء وقراءة الأشهب العقيلي بعد أمة بكسر الهمزة وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام وسبع سنابل وقرأ أيضاً ما قربتم وقرأ هو والأعرج وعيسى بن عمر وفيه يعصرون بياء مضمومة وصاد مفتوحة. الحجة: قال أبو علي: انتصب دأباً بما دلَّ عليه تزرعون وفي علاج ودؤوب فكأنه قال: تدأبون فانتصب دأباً به لا بالمضمر ولعل الفتح لغة فيه فيكون كَشَمْع وشَمَع ونَهْر ونَهَر ويعصرون يحتمل أمرين أحدهما أن يكون من العصر الذي يراد به الضغط الذي يلحق ما فيه دهن أو ماء نحو الزيتون والسمسم والعنب ليخرج ذلك منه، وهذا يمكن أن يكون تأويل الآية عليه لأن من المتأولين من يحكى أنهم لم يعصروا أربع عشرة سنة زيتاً ولا عنباً فيكون المعنى تعصرون للخصب الذي أتاكم كما كنتم تعصرون أيام الخصب من قبل الجدب الذي دفعتم إليه ويكون يعصرون من العصر الذي هو الالتجاء إلى ما يقدر به من النجاة قال ابن مقبل:
وَصـاحِبي وَهْوةٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِلٌ   يَحُولُ بَيْنَ حِمارِ الوَحْشِ والْعَصَرِ
أي يحول بينه وبين الملجأ الذي يقدر به النجاة وقال أبو زبيد الطائي:
صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ   وَلَقَدْ كانَ عُصْــرَةَ الْمَنْجُودِ
قال أبو عبيدة يعصرون ينجون وأنشد للبيد:
فَباتَ وَأَسْرَى الْقَوْمُ آخِرَ لَيْلِهِم   وَمــا كانَ وقّافــاً بِدارٍ مُعَصَّرِ
فأما من قال: يعصرون بالياء فإنه جعل الفاعلين الناس لأن ذكرهم قد تقدَّم ومن قرأ بالتاء وجه الخطاب إلى المستفتين الذين قالوا: أفتنا ويجوز أن يريدهم وغيرهم إلا أنه غلب الخطاب على الغيبة كما يغلب التذكير على التأنيث وأما الأمه فهو النسيان. يقال: أمه يأمه إذا نسي أنشد أبو عبيدة:
أَمَهْتُ وكُنْتُ لا أَنْسى حَدِيثاً   كَــذاكَ الدَّهْرُ يُـودِي بِالعُقُولِ
والأمة النعمة فيكون المراد بعد أن أنعم عليه بالنجاة وأما يُعصرون بضم الياء فيجوز أن يكون من العصرة والعصر للنجاة ويجوز أن يكون من عصرت السحابة ماءها عليهم وفي كتاب علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال: قرأ رجل على أمير المؤمنين عليّ ع هذه الآية. فقال: يعصرون بالياء وكسر الصاد فقال ويحك وأيُّ شيء يعصرون أيعصرون الخمر فقال الرجل: يا أمير المؤمنين فكيف أقرأها قال عام فيه يغاث الناس وفيه يُعصرون مضمومة الياء مفتوحة الصاد أي يمطرون بعد سني المجاعة ويدل عليه قولهوأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً } [النبأ: 14]. اللغة: الملك القادر الواسع المقدور الذي إليه السياسة والتدبير والرؤيا ما يراه النائم ويرجع إلى الاعتقاد ثم يكون على وجوه منها ما يكون من الله تعالى وملائكته وهو الذي له تعبير وتأويل، ومنها ما يكون من الشيطان ولا تأويل له ومنها ما يكون من جهة النائم واعتقاداته أو يكون بقية اعتقاد كان اعتقده.

السابقالتالي
2 3 4