الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ٱدْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ } * { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } * { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } * { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }

الإعراب: دخول مِن في قوله { من الملك } ومن تأويل الأحاديث جائز أن يكون للتبعيض فيكون المراد آتيتني بعض الملك وعلمتني بعض تأويل الأحاديث وجائز أن يكون لتبيين هذا الجنس من سائر الأجناس فيكون المعنى آتيتني الملك وعلمتني التأويل عن الزجاج قال: وقولـه { تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء } يدل على أن من ها هنا لتبيين الجنس ومثله قولـهفاجتنبوا الرجس من الأوثان } [الحج: 30] أي الرجس الذي هو وثن، فاطر السماوات والأرض منصوب على وجهين: أحدهما: أن يكون على الصفة لقوله { رب } لأن المعنى يا ربي فهو نداء مضاف في موضع نصب فيكون فاطر السماوات صفة له وجائز أن ينتصب على أنه نداء ثان على تقدير يا فاطر السماوات وذلك في موضع رفع بالابتداء ويكون خبره من أنباء الغيب ويكون نوحيه إليك خبراً ثانياً وإن شئت جعلت نوحيه هو الخبر وجعلت ذلك في المعنى الذي وقوله { من أنباء الغيب } صلته. المعنى: { فلما دخلوا على يوسف } ها هنا حذف تقديره فلما خرج يعقوب وأهله من أرضهم وأتوا مصر دخلوا على يوسف وفي حديث ابن محبوب بإسناده عن أبي جعفر ع أن يعقوب قال لولده: تحملوا إلى يوسف من يومكم هذا بأهلكم أجمعين فساروا إليه ويعقوب معهم وخالة يوسف أم يامين فحثوا السير فرحاً وسروراً تسعة أيام إلى مصر فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه وقبَّله وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك ثم دخل منزله واكتحل وادهن ولبس ثياب العز والملك فلما رأوه سجدوا جميعاً إعظاماً له وشكراً لله عند ذلك ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب حتى جمع الله بينه وبين أبيه وإخوته. وقيل: إن يوسف بعث مع البشير مائتي راحلة مع ما يحتاج إليه في السفر وسألهم أن يأتوه بأهلهم أجمعين فلما دنا يعقوب من مصر تلقاه يوسف في الجند وأهل مصر. فقال يعقوب: يا يهوذا هذا فرعون مصر. قال: لا هذا ابنك ثم تلاقيا قال الكلبي: على يوم من مصر فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه بدأ يعقوب بالسلام. فقال: السلام عليك يا مذهب الأحزان وفي كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف ليستقبله فلما رآه يوسف همَّ بأن يترجل له ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل فلما سلَّم على يعقوب نزل عليه جبرائيل. فقال له: يا يوسف إن الله جل جلاله يقول منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه أبسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور.

السابقالتالي
2 3 4 5