الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ }

اللغة: البينة الحجة الفاصلة بين الحق والباطل والعرض: إظهار الشيء بحيث يرى للتوقيف على حاله يقال عرضت الكتاب على فلان وعرضت الجند ومعنى العرض على الله أنهم يقفون في المقام الذي يريه العباد للمطالبة بالأعمال فهو كالعرض عليه سبحانه والإشهاد جمع شاهد فهو كصاحب وأصحاب. وقيل: جمع شهيد كشريف وأشراف والعوج العدول عن طريق الصواب يقال في الدين عوج بالكسر وفي العصاء عَوج بالفتح فرقاً بين ما يرى وما لا يرى فجعلوا السهل للسهل والصعب للصعب أعني الفتح والكسر والإعجاز الامتناع عن المراد بما لا يمكن معه إيقاعه وحقيقة الاستطاعة القوة التي تنطاع بها الجارحة للفعل ولذلك لا يقال في الله تعالى إنه مستطيع وأصل الجرم القطع ولا جرم تقديره لا قطع قاطع عن ذا إلا أنه كثر حتى صار كالمثل وهو قول الشاعر:
وَلَقَــدْ طَعَنْتُ أبــا عُيَيْنَــةَ طَعْنَــةً   جَرَمَتْ فَزارَةَ بَعْدَها أنْ يَغْضِبُوا
أي قطعتهم إلى الغضب فرواية الفراء في فزارة النصب والمعنى كسبتهم أن يغضبوا وروى غيره برفعها بمعنى أن الفعل لها. الإعراب: من كان على بينة من ربه خبره محذوف وتقديره أفمن كان على بينة من ربه وعلى الأوصاف التي ذكرتها كمن لا بينة له ومثله حذف جواب لو في قوله:
وَأُقْسِــمُ لَوْ شَـيْءٌ أَتانا رَسُولُهُ   سِواكَ ولكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا
وكتاب موسى عطف على قوله { ويتلوه شاهد منه } أي وكان يتلوه كتاب موسى من قبله ونصب إماماً ورحمة على الحال لأن كتاب موسى معرفة وقولـه { وهم بالآخرة هم كافرون } كرَّر قوله هم مرتين كما قالأيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون } [المؤمنون: 35] كرّر أنكم مرتين ووجهه أنه لما طال الكلام كرّر مرة أخرى للتوكيد، لا جرم قال سيبويه جرم فعل ماض ولا ردٌّ لقولهم كقولـهوتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار } [النحل: 62] قال { لا } أي ليس لهم الجنة ثم قال جرم أي كسبهم قولهم إن لهم الحسنى إن لهم النار. وقيل: جرم بمعنى وجب أي وجب أن لهم النار. المعنى: { أفمن كان على بينة من ربه } استفهام يراد به التقرير وتقديره هل الذي كان على برهان وحجة من الله والمراد بالبينة هنا القرآن والمعنى بقوله { أفمن كان على بينة } النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: المعني به كل محق يدين بحجة وبينة لأن من يتناول العقلاء. وقيل: هم المؤمنون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن الجبائي { ويتلوه شاهد منه } أي ويتبعه من يشهد بصحته منه واختلف في معناه فقيل: الشاهد جبرائيل ع يتلو القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من الله تعالى عن ابن عباس ومجاهد والزجاج.

السابقالتالي
2 3 4