الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } * { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } * { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } * { وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } * { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } * { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }

القراءة: قرأ نافع وابن كثير وحفص عن عاصم ليَ دين بفتح الياء والباقون بسكون الياء. الحجة: إسكان الياء من ولي وفتحها جميعاً حسنان سائغان. الإعراب: ولا أنتم عابدون ما أعبد كان الوجه من أعبد ولكنه جاء بما ليطابق ما قبله وما بعده. وقيل: إن ما ها هنا بمعنى مَن والعائد من الصلة إلى الموصول في الجميع محذوف والتقدير ما تعبدونه وما أعبده وما عبدتموه. النزول: نزلت السورة في نفر من قريش منهم الحارث بن قيس السهمي والعاص بن أبي وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب بن أسد وأمية بن خلف قالوا هلم يا محمد فاتبع ديننا نتّبع دينك ونشركك في أمرنا كله تعبد إلهتنا سنة ونعبد آلهك سنة فإن كان الذي جئت به خير مما بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه فقال صلى الله عليه وسلم: " معاذ الله أن أشرك به غيره " قالوا فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك فقال حتى أنظر ما يأتي من عند ربي فنزل { قل يا أيها الكافرون } والسورة فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة فأيسوا عند ذلك فآذوه وآذوا أصحابه قال ابن عباس: وفيهم نزل قولهقل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } [الزمر: 64]. المعنى: خاطب سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم فقال { قل } يا محمد { يا أيها الكافرون } يريد قوماً معينين لأن الألف واللام للعهد { لا أعبد ما تعبدون } أي لا أعبد آلهتكم التي تعبدونها اليوم وفي هذه الحال { ولا أنتم عابدون ما أعبد } أي إلهي الذي أعبده اليوم وفي هذه الحال أيضاً { ولا أنا عابد ما عبدتم } فيما بعد اليوم { ولا أنتم عابدون ما أعبد } فيما بعد اليوم من الأوقات المستقبلة عن ابن عباس ومقاتل قال الزجاج: نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال وفيما يستقبل ونفى عنهم عبادة الله في الحال وفيما يستقبل وهذا في قوم أعلمه الله سبحانه أنهم لا يؤمنون كقوله سبحانه في قصة نوح ع أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن. وقيل أيضاً في وجه التكرار أن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم تكرير الكلام للتأكيد والإفهام فيقول المجيب بلى بلى ويقول الممتنع لا لا عن الفراء قال ومثله قوله تعالىكلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون } [التكاثر: 3 4] وأنشد:

السابقالتالي
2