الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } * { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } * { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } * { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } [الضحى: 6] - إلى قوله تعالى - { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [الضحى: 11].

- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن خالد بن يزيد، عن أبي الهيثم الواسطي، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)، في قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }:

" إليك الناس { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } أي هدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك ".

- ابن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان ابن مهران، عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس، قال: سألته عن قول الله عز و جل: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } [قال:

إنما سمي يتيما لأنه] لم يكن لك نظير على وجه الأرض من الأولين و [لا من] الآخرين، فقال الله عز و جل ممتنا عليه بنعمه { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً } أي وحيدا لا نظير لك { فَآوَىٰ } إليك الناس و عرفهم فضلك حتى عرفوك { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ } يقول: منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم الله بمعرفتك { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً } يقول:

فقيرا عند قومك، يقولون: لا مال لك، فأغناك الله بمال خديجة، ثم زادك من فضله، فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا، لنقل عينه الى مرادك، فأتاك بالطعام حيث لا طعام، و أتاك بالماء حيث لا ماء، و أعانك بالملائكة حيث لا مغيث، فأظفرك بهم على أعداك.

- و عنه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون- فذكر الحديث الذي فيه ذكر الآيات التي سأل المأمون الرضا (عليه السلام) في عصمة الأنبياء- قال الرضا (عليه السلام): " قال الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه و آله): { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } يقول: ألم يجدك وحيدا { فَآوَىٰ } إليك الناس { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ } يعني عند قومك { فَهَدَىٰ } أي هداهم إلى معرفتك { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا ". فقال المأمون: بارك الله فيك يا بن رسول الله.

- علي بن إبراهيم أيضا: ثم قال: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } قال: اليتيم: الذي لا مثل له، و لذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } بالوحي، فلا تسأل عن شيء إلا نبئته "

{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } ، قال: وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك، فهداهم الله بك.

السابقالتالي
2