قوله تعالى: { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [التوبة: 67]. - ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن قاسم الرقام، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }. فقال: " إن الله تبارك و تعالى لا ينسى و لا يسهو، و إنما ينسى و يسهو المخلوق المحدث، ألا تسمعه عز و جل يقول:{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } [مريم: 64] و إنما يجازي من نسيه و نسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال الله عز و جل:{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [الحشر: 19]، و قوله عز و جل:{ فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا } [الأعراف: 51]، أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا ". - و عنه: بإسناده عن أبي معمر السعداني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " قوله: { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } إنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا فصاروا منسيين من الجنة ". - العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) { نَسُواْ ٱللَّهَ } قال: قال: " تركوا طاعة الله ". { فَنَسِيَهُمْ } قال: " فتركهم ". - عن أبي معمر السعدي، قال: قال علي (عليه السلام) في قول الله: { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ }. قال: " فإنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا له بالطاعة، و لم يؤمنوا به و برسوله فَنَسِيَهُمْ في الآخرة أي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا، فصاروا منسيين من الخير ".