الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } * { ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } [التوبة: 25].

لَ- علي بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عمرو، قال: كان المتوكل قد اعتل علة شديدة، فنذر إن عافاه الله أن يتصدق بدنانير كثيرة- أو قال: بدراهم كثيرة- فعوفي فجمع العلماء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا عليه، فقال أحدهم: عشرة آلاف، و قال بعضهم: مائة ألف. فلما اختلفوا، قال له عبادة: ابعث إلى ابن عمك علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) فاسأله عن ذلك، فبعث إليه فسأله، فقال (عليه السلام): " الكثير ثمانون ". فقالوا: رد إليه الرسول: فقل من أين قلت ذلك، فقال: " من قوله تعالى: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } فكانت المواطن ثمانين موطنا ".

- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، ذكره، قال: لما سم المتوكل نذر إن عوفي أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير، فاختلفوا عليه، فقال بعضهم:

مائة ألف، و قال بعضهم: عشرة آلاف، فقالوا فيه أقاويل مختلفة، فاشتبه عليه الأمر. فقال رجل من ندمائه، يقال له صفعان: ألا تبعث إلى هذا الأسود فتسأل عنه، فقال له المتوكل: من تعني، ويحك؟ فقال: ابن الرضا.

فقال له: و هو يحسن من هذا شيئا؟ فقال: إن أخرجك من هذا فلي عليك كذا و كذا، و إلا فاضربني مائة مقرعة.

فقال المتوكل: قد رضيت- يا جعفر بن محمود- صر إليه و سله عن حد المال الكثير. فصار جعفر بن محمود إلى أبي الحسن علي بن محمد فسأله عن حد المال الكثير. فقال له: " الكثير ثمانون ".

فقال له جعفر بن محمود: يا سيدي، إنه يسألني عن العلة فيه؟ فقال له أبو الحسن (صلوات الله عليه): " إن الله عز و جل يقول: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } فعددنا تلك المواطن فكانت ثمانين ".

- ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير، فقال: " الكثير ثمانون فما زاد، لقول الله عز و جل:

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } و كانت ثمانين موطنا ".

- العياشي: عن يوسف بن السخت، قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة، فنذر لله إن شفاه الله أن يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته، فسأل أصحابه عن ذلك، فأعلموه أن أباه تصدق بثمانية ألف ألف درهم، و إن أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك.

السابقالتالي
2 3 4 5