الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } * { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله تعالى: { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [التوبة: 14] - إلى قوله تعالى - { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } [التوبة: 15].

- أحمد بن محمد بن خالد البرقي: عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا و معلى بن خنيس على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأذن لنا و ليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، و ليس عليه جلباب، فلما نظر إلينا رحب، فقال: " مرحبا بكما و أهلا " ثم جلس، و قال: " أنتم أولوا الألباب في كتاب الله، قال الله تبارك و تعالى:إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } [الرعد: 19] فأبشروا، فأنتم على إحدى الحسنيين من الله: أما إنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم، شفى الله صدوركم، و أذهب غيظ قلوبكم و أدالكم على عدوكم، و هو قول الله تعالى ذكره: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } و إن مضيتم قبل أن تروا ذلك، مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه (صلى الله عليه و آله) و بعثه عليه ".

- العياشي: عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: دخلت أنا و المعلى على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال:

" أبشروا، إنكم على إحدى الحسنيين: شفى الله صدوركم، و أذهب غيظ قلوبكم، و أدالكم على عدوكم، و هو قول الله: { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } و إن مضيتم قبل أن تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي ارتضاه لنبيه (عليه و آله السلام) و لعلي (عليه السلام) ".

- و عن أبي الأغر التميمي، قال: إني لواقف يوم صفين إذ نظرت إلى العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، شاك في السلاح، على رأسه مغفر، و بيده صفيحة يمانية، و هو على فرس له أدهم، و كأن عينيه عينا أفعى، فبينا هو يمغث فرسه و يلين من عريكته، إذ هتف به هاتف من أهل الشام، يقال له: عرار بن أدهم:

يا عباس، هلم إلى البراز، قال: فالنزول إذن، فإنه إياس من القفول، قال: فنزل الشامي و وجد و هو يقول:
إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا   أو تنزلون فإنا معشر نزل
قال: و ثنى العباس رجله و هو يقول:
و تصد عنك مخيلة الرجل ال   عريض موضحة عن العظم
بحسام سيفك أو لسانك و ال   كلم الأصيل كأرغب الكلم
قال: ثم عصب فضلات درعه في حجزته، ثم دفع فرسه إلى غلام له يقال له أسلم، كأني أنظر إلى فلافل شعره، و دلف كل واحد منهما إلى صاحبه، قال: فذكرت قول أبي ذؤيب:

السابقالتالي
2