الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } * { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }

قوله تعالى: { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } [التوبة: 26] - إلى قوله تعالى - { فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } [التوبة: 29] - علي بن إبراهيم في قوله تعالى: { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } قال: أي يمرضون { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } ، قال: و قوله تعالى: { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } يعني المنافقين { ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ } أي تفرقوا { صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم } عن الحق إلى الباطل باختيارهم الباطل على الحق.

ثم خاطب الله عز و جل الناس، و احتج عليهم برسول الله، فقال: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } أي مثلكم في الخلقة، و يقرأ " من أنفسكم " أي من أشرفكم { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي ما أنكرتم و جحدتم { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }.

ثم عطف على النبي بالمخاطبة، فقال: { فَإِن تَوَلَّوْاْ } يا محمد عما تدعوهم إليه { فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }.

- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله ابن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " هكذا أنزل الله عز و جل: لقد جاءنا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رءوف رحيم ".

- العياشي: عن ثعلبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الله تبارك و تعالى: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ، قال: " فينا ". { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } ، قال: " فينا ". { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، قال: " فينا ". { بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } ، قال: " شركنا المؤمنون في هذه الرابعة و ثلاثة لنا ".

- عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: تلا هذه الآية { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ، قال: " من أنفسنا ". قال: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } ، قال: " ما عنتنا ". قال: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } ، قال:

" علينا ". { بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } ، قال: " بشيعتنا رءوف رحيم، فلنا ثلاثة أرباعها، و لشيعتنا ربعها ".

- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السياري، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، أنه قال: قام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إن أرضي أرض مسبعة، و إن السباع تغشى منزلي و لا تجوز حتى تأخذ فريستها.

فقال: " اقرأ { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } ".