الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى: { لَقَدْ تَابَ ٱللهُ عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ } [التوبة: 117] - إلى قوله تعالى - { ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [التوبة: 118] تقدم عند ذكر غزوة تبوك من رواية علي بن إبراهيم أنها نزلت في أبي ذر، و أبي خيثمة، و عميرة بن وهب، الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله (صلى الله عليه و آله).

- الطبرسي: روي عن الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)، أنه قرأ: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين و الأنصار " إلى آخر الآية.

و في قوله تعالى: { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ } إلى آخر الآية، قرأ علي بن الحسين زين العابدين و أبو جعفر محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام): " خالفوا ".

- علي بن إبراهيم: قال العالم (عليه السلام): " إنما انزل (و على الثلاثة الذين خالفوا) و لو خلفوا لم يكن عليهم عيب { حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } حيث لم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لا إخوانهم و لا أهلوهم، فضاقت عليهم المدينة حتى خرجوا منها، و ضاقت عليهم أنفسهم حيث حلفوا أن لا يكلم بعضهم بعضا، فتفرقوا و تاب الله عليهم لما عرف من صدق نياتهم ".

و قد تقدم ذكر ذلك عند ذكر غزاة تبوك من السورة بزيادة، و تقدم أن الثلاثة: كعب بن مالك الشاعر، و مرارة بن الربيع، و هلال بن أمية الرافعي، تقدم مستوفى في رواية علي بن إبراهيم.

- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن فيض بن المختار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف تقرأ { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ }؟ قلت: { خُلِّفُواْ }.

قال: " لو كان (خلفوا) لكانوا في حال طاعة، و لكنهم خالفوا، عثمان و صاحباه، أما و الله ما سمعوا صوت حافر و لا قعقعة حجر إلا قالوا اتينا، فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا ".

- و في (نهج البيان): روي أن السبب في هذه الآية عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام): " أن النبي (صلى الله عليه و آله) لما توجه إلى غزاة تبوك تخلف عنه كعب بن مالك الشاعر، و مرارة بن الربيع، و هلال بن أمية الرافعي، تخلفوا عن النبي (صلى الله عليه و آله) على أن يتحوجوا و يلحقوه، فلهوا بأموالهم و حوائجهم عن ذلك، و ندموا و تابوا، فلما رجع النبي مظفرا منصورا أعرض عنهم، فخرجوا على وجوههم و هاموا في البرية مع الوحوش، و ندموا أصدق ندامة، و خافوا أن لا يقبل الله توبتهم و رسوله لإعراضه عنهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فتلا على النبي، فأنفذ إليهم من جاء بهم، فتلا عليهم، و عرفهم أن الله قد قبل توبتهم ".

السابقالتالي
2