قوله تعالى: { لَقَدْ تَابَ ٱللهُ عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ } [التوبة: 117] - إلى قوله تعالى - { ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [التوبة: 118] تقدم عند ذكر غزوة تبوك من رواية علي بن إبراهيم أنها نزلت في أبي ذر، و أبي خيثمة، و عميرة بن وهب، الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله (صلى الله عليه و آله). - الطبرسي: روي عن الرضا علي بن موسى (عليهما السلام)، أنه قرأ: " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين و الأنصار " إلى آخر الآية. و في قوله تعالى: { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ } إلى آخر الآية، قرأ علي بن الحسين زين العابدين و أبو جعفر محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام): " خالفوا ". - علي بن إبراهيم: قال العالم (عليه السلام): " إنما انزل (و على الثلاثة الذين خالفوا) و لو خلفوا لم يكن عليهم عيب { حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ } حيث لم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه و آله) و لا إخوانهم و لا أهلوهم، فضاقت عليهم المدينة حتى خرجوا منها، و ضاقت عليهم أنفسهم حيث حلفوا أن لا يكلم بعضهم بعضا، فتفرقوا و تاب الله عليهم لما عرف من صدق نياتهم ". و قد تقدم ذكر ذلك عند ذكر غزاة تبوك من السورة بزيادة، و تقدم أن الثلاثة: كعب بن مالك الشاعر، و مرارة بن الربيع، و هلال بن أمية الرافعي، تقدم مستوفى في رواية علي بن إبراهيم. - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن فيض بن المختار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف تقرأ { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ }؟ قلت: { خُلِّفُواْ }. قال: " لو كان (خلفوا) لكانوا في حال طاعة، و لكنهم خالفوا، عثمان و صاحباه، أما و الله ما سمعوا صوت حافر و لا قعقعة حجر إلا قالوا اتينا، فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا ". - و في (نهج البيان): روي أن السبب في هذه الآية عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام): " أن النبي (صلى الله عليه و آله) لما توجه إلى غزاة تبوك تخلف عنه كعب بن مالك الشاعر، و مرارة بن الربيع، و هلال بن أمية الرافعي، تخلفوا عن النبي (صلى الله عليه و آله) على أن يتحوجوا و يلحقوه، فلهوا بأموالهم و حوائجهم عن ذلك، و ندموا و تابوا، فلما رجع النبي مظفرا منصورا أعرض عنهم، فخرجوا على وجوههم و هاموا في البرية مع الوحوش، و ندموا أصدق ندامة، و خافوا أن لا يقبل الله توبتهم و رسوله لإعراضه عنهم، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فتلا على النبي، فأنفذ إليهم من جاء بهم، فتلا عليهم، و عرفهم أن الله قد قبل توبتهم ".