الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

قوله تعالى: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } [الفجر: 27] - إلى قوله تعالى - { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر: 30] - علي بن إبراهيم، قال: إذا حضر المؤمن الوفاة، نادى مناد من عند الله: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } بولاية علي { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } المطمئنة بولاية علي مرضية بالثواب، { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي * وَٱدْخُلِي جَنَّتِي } فلا يكون له همة إلا اللحوق بالنداء.

- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً }: " يعني الحسين بن علي (عليه السلام) ".

- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير الصيرفي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)، جعلت فداك، يا بن رسول الله، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: " لا و الله، إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك، فيقول [له] ملك الموت: يا ولي الله، لا تجزع، فو الذي بعث محمدا (صلى الله عليه و آله) لأنا أبر بك و أشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر، قال: و يمثل له رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و أمير المؤمنين، و فاطمة الزهراء، و الحسن، و الحسين، و الأئمة من ذريتهم (عليهم السلام)، فيقال له: هذا رسول الله و أمير المؤمنين، و فاطمة الزهراء، و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهم السلام) رفقاؤك.

قال: فيفتح عينيه، فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة، فيقول: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } ، إلى محمد و أهل بيته { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً } بالولاية { مَّرْضِيَّةً } بالثواب { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } يعني محمدا و أهل بيته { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي } فما شيء أحب إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادي ".

- محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب:

عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله عز و جل: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي * وَٱدْخُلِي جَنَّتِي } ، قال: " نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".

- شرف الدين النجفي، قال: روى الحسن بن محبوب بإسناده، عن صندل، عن داود بن فرقد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم و نوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي، و ارغبوا فيها رحمكم الله، فقال له أبو أسامة و كان حاضر المجلس: كيف صارت هذه السورة للحسين (عليه السلام) خاصة؟

فقال: " ألا تسمع إلى قوله تعالى: { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي * وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }؟ إنما يعني الحسين بن علي (عليهما السلام)، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية و أصحابه من آل محمد (صلوات الله عليهم) الراضون عن الله يوم القيامة و هو راض عنهم، و هذه السورة [نزلت] في الحسين بن علي (عليهما السلام) و شيعته، و شيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة الفجر كان مع الحسين (عليه السلام) في درجته في الجنة، إن الله عزيز حكيم ".

السابقالتالي
2