الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }

- محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله عز و جل: { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }؟ قال: " ولايتهم ". { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } قال: " ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام): { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } ".

- و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: " ولاية علي (عليه السلام) مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، و لن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه و آله) و وصية علي (عليه السلام) ".

- و روى حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن ابن رباط، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز و جل:وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر: 7]، قال: " يا [أبا] محمد، إن عندنا الصحف التي قال الله سبحانه: { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } ". قال: قلت. جعلت فداك، و إن الصحف هي الألواح؟ قال: " نعم ".

- ابن بابويه، قال: حدثنا أبو الحسن، علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري، قال: حدثنا أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس الشجري المذكر، قال: حدثنا أبو الحسن عمرو بن حفص، قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن عبيد الله بن محمد بن أسد ببغداد، قال: حدثنا الحسن بن إبراهيم بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد البصري، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر (رحمه الله)، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه و آله) و هو جالس في المسجد وحده، فاغتنمت خلوته، فقال لي: " يا أبا ذر إن للمسجد تحية ".

قلت: و ما تحيته؟ قال: " ركعتان تركعهما " ثم التفت إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: " الصلاة خير موضوع، فمن شاء أقل و من شاء أكثر ".

قال: قلت: يا رسول الله: أي الأعمال أحب إلى الله عز و جل؟ قال: " إيمان بالله، و جهاد في سبيله ".

قلت: فأي الليل أفضل؟ قال: " جوف الليل الغابر ".

قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال: " طول القنوت ".

قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل إلى فقير في سر ".

قلت: فما الصوم؟ قال: " فرض يجزى و عند الله أضعاف كثيرة ".

قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: " أغلاها ثمنا، و أنفسها عند أهلها ".

قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: " من عقر جواده و أهريق دمه ".

قلت: فأي آية أنزلها الله تعالى عليك أعظم؟ قال: " آية الكرسي ". ثم قال: " يا أبا ذر، ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض [فلاة]، و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة ".

قلت: يا رسول الله، كم النبيون؟ قال: " مائة ألف و أربعة و عشرون ألف نبي ".

قلت: كم المرسلون؟ قال: " ثلاثمائة و ثلاثة عشر جماء غفيرا ".

قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال: " آدم ".

قلت: و كان من الأنبياء مرسلا؟ قال: " نعم، خلقه الله بيده، و نفخ فيه من روحه ".

ثم قال (صلى الله عليه و آله): " يا أبا ذر، أربعة من الأنبياء سريانيون، آدم، و شيث، و أخنوخ،- و هو إدريس (عليهم السلام)- و هو أول من خط بالقلم، و نوح (عليه السلام)، و أربعة من العرب: هود، و صالح، و شعيب، و نبيك محمد، و أول نبي من بني إسرائيل موسى، و آخرهم عيسى، و ستمائة نبي ".

قلت: يا رسول الله، كم أنزل الله من الكتاب؟ قال: " مائة كتاب و أربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، و على إدريس ثلاثين صحيفة، و على إبراهيم عشرين صحيفة، و أنزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ".

قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: " كانت أمثالا كلها [و كان فيها] أيها الملك المبتلى المغرور، [إني] لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، و لكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها و إن كانت من كافر.

و على العاقل ما لم يكن مغلوبا [على عقله] أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز و جل، و ساعة يحاسب فيها نفسه، و ساعة يتفكر فيما صنع الله عز و جل إليه، و ساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإن هذه الساعة عون تلك الساعات، و استجمام للقلوب، و توزيع لها.

و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.

و على العاقل أن يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم ".

قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: " كانت عبرا كلها [و فيها]: عجبت لمن أيقن بالموت لم يفرح، و لمن أيقن بالنار لم يضحك، و لمن يرى الدنيا و تقلبها بأهلها لم يطمئن إليها، و لمن أيقن بالقدر لم ينصب، و لمن أيقن بالحساب لم لا يعمل ".

قلت: يا رسول الله، هل في أيدينا مما أنزل الله عليك [شيء] مما كان في صحف إبراهيم و موسى؟ قال:

" يا أبا ذر، اقرأ { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ * بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا * وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } [الأعلى: 14-19] ".

قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: " أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله ".

قلت: زدني. قال: " عليك بتلاوة القرآن، و ذكر الله كثيرا، فإنه ذكر لك في السماء، و نور لك في الأرض ".

قلت: زدني. قال: " عليك بطول الصمت، فإنه مطردة للشياطين، و عون لك على أمر دينك ".

قلت: زدني. قال: " إياك و كثرة الضحك، فإنه يميت القلب [و يذهب بنور الوجه] ".

قلت: زدني. قال: " عليك بحب المساكين و مجالستهم ".

قلت: زدني. قال: " قل الحق و إن كان مرا ".

قلت: زدني. قال: " لا تخف في الله لومة لائم ".

قلت: زدني. قال: " ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، و لا تجد عليهم فيما تأتي مثله ". ثم قال:

" كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، و يستحيي لهم مما هو فيه، و يؤذي جليسه فيما لا يعنيه " ثم قال: " يا أبا ذر، لا عقل كالتدبير، و لا ورع كالكف، و لا حسب كحسن الخلق ".


السابقالتالي
2