الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ }

قوله تعالى: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } - إلى قوله تعالى- { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [1- 7]

11402/ [1]- ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، قال: حدثنا أبو نعيم البلخي، عن مقاتل بن حيان، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله)، قال: كنت آخذا بيد النبي (صلى الله عليه و آله) و نحن نتماشى [جميعا]، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت: يا رسول الله، أين تغيب؟ قال: " في السماء، ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة، فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب من أين تأمرني أن أطلع، أمن مغربي أم من مطلعي؟ فذلك قوله عز و جل: { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } [يس: 38] يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه، العليم بخلقه ".

قال: “فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلك في الخريف و الربيع- قال- فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم ينطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها”.

قال النبي (صلى الله عليه و آله): " و كأني بها قد حبست مقدار ثلاث ليال، ثم لا تكسى ضوءها، و تؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عز و جل: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } والقمر كذلك من مطلعه و مجراه في أفق السماء و مغربه و ارتفاعه إلى السماء السابعة، و يسجد تحت العرش، ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي، فذلك قوله عز و جل:هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً } [يونس: 5] ".

قال أبو ذر (رحمه الله): ثم اعتزلت مع رسول الله (صلى الله عليه و آله) فصلينا المغرب.

11403/ [2]- علي بن إبراهيم: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } ، قال: تصير سوداء مظلمة { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } قال: يذهب ضوؤها { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } ، قال: تسير، كما قال الله:وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [النمل: 88]، قوله تعالى: { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } قال: الإبل تعطل إذا مات الخلق، فلا يكون من يحلبها، قوله تعالى: { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } ، قال: تتحول البحار التي حول الدنيا كلها نيرانا { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } ، قال: من الحور العين.

11404/ [3]- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } ، قال: " أما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، و أما أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان " قرنت نفوس الكافرين و المنافقين بالشياطين، فهم قرناؤهم.

السابقالتالي
2