الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } * { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } * { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } * { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً }

11268/ [1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالى: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } يعني بردها و طيبها، لأن فيها الكافور { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } أي منها، قوله: { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } قال: المستطير: العظيم.

11269/ [2]- قوله تعالى: { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } ، قال علي بن إبراهيم:

حدثني أبي، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: “كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير، فجعلوه عصيدة، فلما أنضجوها و وضعوها بين أيديهم جاء مسكين، فقال المسكين: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) و أعطاه ثلثاه، فلم يلبث أن جاء يتيم، فقال اليتيم: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) و أعطاه الثلث الثاني، ثم جاء أسير، فقال الأسير: رحمكم الله، أطعمونا مما رزقكم الله، فقام علي (عليه السلام) و أعطاه الثلث الباقي، و ما ذاقوها، فأنزل الله [فيهم] هذه الآية { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } إلى قوله تعالى:وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } [الدهر: 22] في أمير المؤمنين (عليه السلام)، و هي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عز و جل بنشاط فيه ".

11270/ [3]- علي بن إبراهيم: القمطرير: الشديد. قوله تعالى:مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } [الدهر: 13] [يقول: متكئين] في الحجال على السرر. قوله:وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا } [الدهر: 14]، يقول: قريب ظلالها منهم، قوله:وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } [الدهر: 14] دليت عليهم ثمارها ينالها القاعد والقائم.

قوله تعالى:وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ } [الدهر: 15-16] الأكواب: الأكواز العظام التي لا آذان لها و لا عرى، قوارير من فضة الجنة يشربون فيها قَدَّرُوها تَقْدِيراً يقول: صنعت لهم على قدر ريهم لا تحجير فيه و لا فضل، قوله تعالى:مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } [الدخان: 53]، قال: الإستبرق: الديباج.

11271/ [4]- و قال أيضا علي بن إبراهيم، في قوله تعالى:وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ } [الدهر: 15]، قال: ينفذ البصر فيها كما ينفذ في الزجاج، قوله تعالى:وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } [الدهر: 19]، قال: مستورون، قوله تعالى:وَمُلْكاً كَبِيراً } [الإنسان: 20]، قال: لا يزول و لا يفنى، قوله تعالى:عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } [الدهر: 21] قال: تعلوهم الثياب يلبسونها.

ثم خاطب الله نبيه (صلى الله عليه و آله) فقال:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً } [الدهر: 23] إلى قوله:بُكْرَةً وَأَصِيلاً } [الدهر: 25]، قال: بالغداة و العشي و نصف النهاروَمِنَ ٱللَّيْلِ } [الدهر: 25] إلى قوله تعالى:وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } [الدهر: 26]، قال: صلاة الليل، قوله تعالى:نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ } [الدهر: 28] يعني خلقهم.

قال الشاعر:
و ضامرة شد المليك أسرها   أسفلها و ظهرها و بطنها
قال: الضامرة: يعني فرسه، شد المليك أسرها، أي خلقها، يكاد ماذنها، قال: عنقها، يكون شطرها، أي نصفها.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7