قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } [الأعراف: 40] - إلى قوله تعالى - { أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف: 43] - علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ } إلى قوله: { سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } ، قال: حدثني أبي، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن ضريس، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " نزلت هذه الآية في طلحة و الزبير، و الجمل جملهم ". - العياشي: عن منصور بن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } ، قال: " نزلت في طلحة و الزبير، و الجمل جملهم ". - و روي عن سعيد بن جناح، قال: حدثني عوف بن عبد الله الأزدي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث قبض روح الكافر- و قال: " تخرج روحه، فيضعها ملك الموت بين مطرقة و سندان، فيفضخ أطراف أنامله، و آخر ما يشدخ منه العينان، فتسطع لها ريح منتنة يتأذى منها أهل النار كلهم أجمعون، فيقولون: لعنة الله عليها من روح كافرة منتنة خرجت من الدنيا. فيلعنه الله، و يلعنه اللاعنون، فإذا اوتي بروحه إلى السماء الدنيا أغلقت عنه أبواب السماء، و ذلك قوله: { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } يقول الله تعالى: ردوها عليه{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } [طه: 55] ". و تقدم بزيادة في قوله تعالى:{ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } [الأنعام: 93] الآية، من سورة الأنعام. - و قال علي بن إبراهيم: و الدليل على أن جنان الخلد في السماء قوله: { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } ، و الدليل على أن النيران في الأرض قوله في سورة مريم:{ وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً * أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً * فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } [مريم: 66-68] و معنى { حَوْلَ جَهَنَّمَ } البحر المحيط بالدنيا يتحول نيرانا، و هو قوله:{ وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } [التكوير: 6] ثم يحضرهم الله حول جهنم، و يوضع الصراط من الأرض إلى الجنان، و قوله: { جِثِيّاً } أي على ركبهم، ثم قال:{ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً } [مريم: 72] يعني في الأرض إذا تحولت نيرانا.