الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } * { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ }

قوله تعالى: { فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } [الأعراف: 22] - إلى قوله تعالى - { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [الأعراف: 24].

- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله تعالى: { بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } ، قال: " كانت سوءاتهما لا تبدو لهما فبدت " يعني كانت داخلة.

- و قال في قوله تعالى: { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } أي يغطيان سوءاتهما به { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } فقالا كما حكى الله تعالى: { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } فقال الله: { ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } يعني إلى القيامة.

- العياشي: عن موسى بن محمد بن علي، عن أخيه أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: " الشجرة التي نهى الله آدم و زوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد، عهد إليهما ألا ينظر إلى من فضل الله عليه، و على خلائقه بعين الحسد، و لم يجد الله له عزما ".

- عن جميل بن دراج، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما، قال: سألته: كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟

فقال: " إنه لم ينس، و كيف ينسى و هو يذكره، و يقول له إبليس:مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَالِدِينَ } [الأعراف: 20]؟! ".

- عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، رفعه إلى النبي (صلى الله عليه و آله): " أن موسى (عليه السلام) سأل ربه أن يجمع بينه و بين أبيه آدم (عليه السلام) حيث عرج إلى السماء في أمر الصلاة ففعل، فقال له موسى (عليه السلام): يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، و نفخ فيك من روحه، و أسجد لك ملائكته، و أباح لك جنته، و أسكنك جواره، و كلمك قبلا، ثم نهاك عن شجرة واحدة، فلم تصبر عنها حتى أهبطت إلى الأرض بسببها، فلم تستطع أن تضبط نفسك عنها، حتى أغراك إبليس فأطعته، فأنت الذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك.

فقال له آدم (عليه السلام): أرفق بأبيك- أي بني- محنة ما لقي من أمر هذه الشجرة، يا بني إن عدوي أتاني من وجه المكر و الخديعة، فحلف لي بالله أنه في مشورته علي لمن الناصحين، و ذلك أنه قال لي مستنصحا: إني لشأنك- يا آدم- لمغموم، قلت: و كيف؟ قال: قد كنت آنست بك و بقربك مني، و أنت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه.

السابقالتالي
2